요한복음4

작성 2021-03-02 17:48:43, 조회 271 이집트 요한복음pastors


يسوع المسيح كلمة الل ه
في البدء كا ن

 

1 في البدء كان الكلمـة * موجودا، وكان الكلمة مع الله، وكان الكلمة هو الله .
2 كان الكلمة مع الله في البدء .
3 به خلق كل شيء، وبدونه لم يخلق شيء مما خلق .
4 فيه كانت الحياة . وهذه الحياة هي التي جاءت بالنور للبشر .
5 يسطع النور في الظلمة، والظلمة لم تهزمه .*
6 جاء رجل مرسلا من الله اسمه يوحنا .
7 جاء ليشهد عن النور، لكي يؤمن بواسطته جميع الناس .
8 لم يكن هو النور . لكنه جاء ليشهد عن النور .
9 أما النور الحقيقي الذي ينير حياة كل إنسان، فكان آتيا إلى العالم .
10 كان في العالم، وبه خلق العالم، لكن العالم لم يعرفه .
11 جاء إلى العالم الذي له، لكن شعبه لم يرحب به .
12 أما الذين قبلوه، أي الذين آمنوا باسمه، فقد أعطاهم الحق في أن يصيروا أولاد الله .
13 فهم قد ولدوا من الله، خلافا للولادة الطبيعية من دم ولحم ومن إرادة رجل .
14 وصار الكلمة إنسانا، وعاش بيننا . ونحن رأينا مجده، ذلك المجد الذي ناله من الآب باعتباره ابنه الوحيد مملوءا من النعمة والحق .
15 شهد له يوحنا وأعلن : هذا هو الرجل الذي كنت أعنيه حين قلت : الآتي بعدي أعظم مني، لأنه كان قبلي .
16 ومن ذلك الملء أخذنا كلنا نعمة فوق نعمة .
17 فالشريعة أعطيت بواسطة موسى، أما النعمة والحق فجاءا بيسوع المسيح .
18 ما من أحد رأى الله قط، لكن الابن الوحيد الذي هو الله المتحد بالآب، عرفنا به .
شهادة يوحنا المعمدان
19 وهذه هي شهادة يوحنا عندما أرسل يهود مدينة القدس كهنة ولاويين ليسألوه : من أنت؟
20 فتكلم بصراحة ولم يمتنع عن الإجابة، بل اعترف وقال : لست أنا المسيح .
21 فسألوه : فمن أنت إذا؟ أأنت إيليا؟ * فقال : لا . فسألوه : أأنت النبي؟ * فقال : لا .
22 فقالوا له : من أنت إذا؟ قل لنا لكي نقدم جوابا للذين أرسلونا . ماذا تقول عن نفسك؟
23 فقال يوحنا مستخدما كلمات النبي إشعياء : أنا صوت إنسان صارخ في البرية : اصنعوا طريقا مستقيما للرب .
24 وكان الفريسيون هم الذين أرسلوا هؤلاء الرجال .
25 فاستفسروا منه وقالوا : إن لم تكن أنت المسيح، ولا إيليا، ولا النبي، فلماذا تعمد؟
26 فأجاب يوحنا وقال : أنا أعمد في الماء، لكن يقف بينكم من لا تعرفونه .
27 هو الذي يأتي بعدي، ويكون أعظم مني، فلا أستحق حتى أن أحل رباط حذائه .
28 كان ذلك في قرية بيت عنيا على الضفة الشرقية من نهر الأردن . فقد كان يوحنا يعمد هناك .
29 وفي اليوم التالي، رأى يوحنا يسوع آتيا نحوه فقال : هذا هو حمل الله الذي يزيل خطية العالم .
30 هذا هو الذي قلت عنه : يأتي بعدي رجل أعظم مني، لأنه كان قبلي .
31 وأنا لم أكن أعرفه، لكني جئت أعمد في الماء لكي يصير هو معروفا لبني إسرائيل .
32 ثم شهد يوحنا فقال : رأيت الروح ينزل من السماء مثل حمامة ويستقر عليه .
33 أنا نفسي لم أكن أعرفه . لكن الذي أرسلني لأعمد في الماء قال لي : من ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، هو الذي سيعمد في الروح القدس .
34 وقد رأيت ذلك، وأشهد أن هذا هو ابن الله .
أول تلاميذ يسوع
35 وفي اليوم التالي كان يوحنا واقفا مع اثنين من تلاميذه .
36 فرأى يسوع مارا فقال : ها هو حمل الله .
37 فلما سمع التلميذان ما قاله، تبعا يسوع .
38 فالتفت يسوع فرآهما يتبعانه، فسألهما : ماذا تريدان؟ فقالا له : رابي - أي يا معلم - أين تقيم؟
39 فقال لهما : تعالا وانظرا . فذهبا ورأيا أين كان يقيم، وبقيا عنده ذلك اليوم . وكانت الساعة نحو الرابعة بعد الظهر .
40 وكان أندراوس أخو سمعان بطرس أحد التلميذين اللذين سمعا ما قاله يوحنا وتبعا يسوع .
41 فوجد أخاه سمعان وقال له : لقد وجدنا مشيحا * أي المسيح .
42 وأتى أندراوس بأخيه إلى يسوع . فنظر إليه يسوع وقال : أنت سمعان بن يونا، وستدعى كيفا .* ومعنى هذا الاسم صخر .
43 وفي اليوم التالي قرر يسوع الذهاب إلى إقليم الجليل . فوجد رجلا اسمه فيلبس وقال له : اتبعني .
44 وكان فيلبس من بلدة بيت صيدا، بلدة أندراوس وبطرس .
45 ووجد فيلبس نثنائيل وقال له : لقد وجدنا الرجل الذي كتب عنه موسى في كتب الشريعة، والذي كتب عنه الأنبياء ! هو يسوع بن يوسف من مدينة الناصرة .
46 فقال له نثنائيل : أيمكن أن يخرج شيء صالح من الناصرة؟ فقال فيلبس : تعال وانظر بنفسك .
47 ورأى يسوع نثنائيل آتيا نحوه، فقال عنه : هذا إسرائيلي أصيل لا خداع فيه !
48 فقال له نثنائيل : كيف عرفتني؟ فأجاب يسوع : رأيتك عندما كنت تحت شجرة التين، قبل أن يدعوك فيلبس .
49 فقال نثنائيل : يا معلم، أنت ابن الله ! أنت ملك إسرائيل !
50 فأجابه يسوع : أتؤمن بي لأني قلت إني رأيتك تحت شجرة التين؟ سوف ترى أعظم من هذا .
51 ثم قال له : أقول الحق لكم، سوف ترون السماء تنفتح وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان .

 

 

 

المعجزة الأولى
1 وفي اليوم الثالث، أقيم عرس في بلدة قانا في إقليم الجليل . وكانت أم يسوع هناك .
2 وقد دعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس .
3 وعندما نفد النبيذ، قالت أم يسوع له : لم يعد عندهم نبيذ .
4 فقال لها يسوع : لماذا تأتين إلي يا أمي؟ لم يحن الوقت لأبدأ عملي بعد
5 أما أمه فقالت للخدام : افعلوا كل ما يقوله لكم .
6 وكانت هناك ستة أحواض حجرية للماء، يستخدمها اليهود للاغتسال وفقا لطقوسهم وكان كل حوض منها يتسع لثمانين أو لمئة وعشرين لترا .
7 فقال يسوع للخدام : املأوا الأحواض بالماء . فملأوها إلى حافتها .
8 ثم قال لهم : والآن اغرفوا منها، وقدموا لرئيس الحفل . ففعلوا ذلك .
9 فذاق رئيس الحفل الماء الذي تحول إلى نبيذ . ولم يكن يعلم من أين جاء النبيذ، لكن الخدام الذين غرفوا الماء كانوا يعلمون . فاستدعى العريس
10 وقال له : في العادة يقدم الناس النبيذ الجيد أولا، وبعد أن يسكر الضيوف، يقدمون النبيذ الأقل جودة، لكنك أبقيت النبيذ الجيد إلى الآن
11 كانت هذه أولى المعجزات التي صنعها يسوع، وقد صنعها في بلدة قانا في إقليم الجليل . فأظهر يسوع مجده، وآمن به تلاميذه .
12 بعد ذلك ذهب إلى مدينة كفرناحوم مع أمه وأخوته وتلاميذه . وأقاموا هناك بضعة أيام .
يسوع يطرد التجار من ساحة الهيكل
13 وكان عيد الفصح اليهودي وشيكا، فذهب يسوع إلى مدينة القدس .
14 ووجد في ساحة الهيكل أشخاصا يبيعون ثيرانا وغنما وحماما . ووجد صرافين جالسين إلى موائدهم .
15 فصنع سوطا من الحبال وطردهم جميعا من ساحة الهيكل مع الغنم والثيران . وبعثر نقود الصرافين، وقلب موائدهم .
16 وقال لبائعي الحمام : أخرجوا هذه من هنا ولا تجعلوا من بيت أبي سوقا للتجارة
17 فتذكر تلاميذه أنه مكتوب : أكلتني الغيرة على بيتك .
18 فقال له بعض اليهود : أية معجزة سترينا لتثبت حقك في أن تفعل ما فعلت؟
19 فرد عليهم يسوع وقال : اهدموا هذا الهيكل، وأنا سأبنيه ثانية في ثلاثة أيام .
20 فقال أولئك اليهود : لقد استغرق بناء هذا الهيكل ستا وأربعين سنة، وأنت ستبنيه في ثلاثة أيام؟
21 لكن الهيكل الذي عناه يسوع هو جسده .
22 فلما قام يسوع من بين الأموات، تذكر تلاميذه أنه قال هذا، فآمنوا بالكتب وبكلام يسوع .
23 وعندما كان يسوع في مدينة القدس أثناء عيد الفصح، آمن كثيرون باسمه لأنهم رأوا المعجزات التي كان يصنعها .
24 لكن يسوع لم يكن يأتمنهم على نفسه، فقد كان يعرفهم جميعا .
25 ولم يكن يحتاج أن يخبره أحد عن الناس، لأنه كان يعلم ما في داخل الناس .

 

 

 

 

 

يسوع ونيقوديموس
1 وكان هناك رجل من الفريسيين اسمه نيقوديموس، كان من قادة اليهود .
2 فجاء إلى يسوع ليلا وقال له : يا معلم، نحن نعلم أنك معلم جئت من عند الله، لأنه ما من أحد يستطيع أن يصنع المعجزات التي تصنعها أنت إن لم يكن الله معه .
3 فأجابه يسوع : أقول الحق لك : لن يرى أحد ملكوت الله ما لم يولد ثانية .
4 فقال له نيقوديموس : وكيف يمكن لأحد أن يولد ثانية وهو عجوز؟ أيمكنه أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟
5 فأجاب يسوع : أقول الحق لك : ينبغي أن يولد الإنسان من الماء والروح، وإلا فلن يدخل ملكوت الله .
6 فما يولد من البشر هو بشري، وما يولد من الروح هو روحي .
7 لا تستغرب أني قلت لك ينبغي أن تولدوا ثانية .
8 تهب الريح حيث تحب . فأنت تسمع صوتها، لكنك لا تعرف من أين تأتي ولا إلى أين تذهب . هكذا هو الأمر مع كل من يولد من الروح .
9 فقال نيقوديموس : كيف يمكن أن يكون هذا؟
10 فأجاب يسوع : كيف لا تعلم هذا وأنت من معلمي بني إسرائيل؟
11 أقول الحق لك : إننا نتحدث عما نعرف، ونخبر بما رأينا، لكنكم ترفضون ما نقول .
12 حدثتكم عن الأمور الأرضية ولا تؤمنون، فكيف ستؤمنون إن حدثتكم عن الأمور السماوية؟
13 ولم يصعد أحد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء . وهو ابن الإنسان .
14 وكما رفع موسى الحية في البرية، ينبغي أن يرفع ابن الإنسان
15 لكي ينال كل من يؤمن به الحياة الأبدية .
16 فقد أحب الله العالم كثيرا، حتى إنه قدم ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية .
17 فالله لم يرسل ابنه إلى العالم لكي يدين العالم، لكنه أرسله لكي يخلص به العالم .
18 من يؤمن به لا يدان، أما الذي لا يؤمن فهو مدان لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد .
19 وهذا هو أساس الدينونة : أن النور قد جاء إلى العالم، لكن الناس فضلوا الظلمة على النور لأن أعمالهم كانت شريرة .
20 فمن يفعل الشرور يكره النور . وهو لا يأتي إلى النور خوفا من أن تنكشف أعماله .
21 أما الذي يطيع الحق، فيأتي إلى النور لكي يتضح أنه يعمل أعماله بقوة الله .
يسوع ويوحنا المعمدان
22 بعد ذلك ذهب يسوع وتلاميذه إلى إقليم اليهودية . فأقام هناك معهم، وكان يعمد الناس .
23 وكان يوحنا أيضا يعمد في منطقة عين نون قرب قرية ساليم . فقد كان هناك ماء كثير، وكان الناس يأتون ويتعمدون هناك
24 إذ لم يكن يوحنا قد سجن بعد .
25 وحدثت مجادلة بين بعض تلاميذ يوحنا وبين رجل يهودي حول مسألة الاغتسال الطقسي .
26 فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له : يا معلم، لقد شهدت عن ذلك الرجل الذي كان معك على الضفة الشرقية من نهر الأردن . وها هو أيضا يعمد الناس، والجميع يذهبون إليه
27 فقال لهم يوحنا : لا يستطيع أحد أن يأخذ شيئا ما لم يعط له من السماء .
28 وأنتم أنفسكم تشهدون على أني قلت : أنا لست المسيح، لكن الله أرسلني قبله .
29 العروس للعريس، أما إشبين العريس فيقف منتظرا أن يسمع صوته . ويفرح كثيرا حين يسمع صوت العريس . وقد اكتمل الآن فرحي هذا بمجيئه .
30 ينبغي أن تزداد أهميته، وأن تنقص أهميتي .
يسوع فوق الجميع
31 وتابع يوحنا فقال : الذي يأتي من فوق يكون فوق الجميع . أما الذي من الأرض، فإلى الأرض ينتمي، ويتكلم كلاما أرضيا . الذي يأتي من السماء يسمو على الجميع .
32 فهو يشهد بما رأى وسمع . وما من أحد منكم يقبل شهادته .
33 أما من يقبل شهادته فهو يقر بأن الله صادق .
34 لأن الذي أرسله الله، يتكلم بكلام الله . فالله يعطي الروح للابن بلا حد .
35 الآب يحب الابن، وقد وضع كل شيء في يده .
36 فالذي يؤمن بالابن يملك حياة أبدية، أما الذي لا يؤمن بالابن فلن يرى تلك الحياة، ولن يرفع عنه غضب الله .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يسوع والمرأة السامرية
1 وعلم يسوع أن الفريسيين سمعوا أنه كان يتلمذ ويعمد أشخاصا أكثر من يوحنا
2 مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد، بل تلاميذه .
3 فغادر يسوع إقليم اليهودية وعاد ثانية إلى إقليم الجليل .
4 وكان من الضروري أن يمر عبر إقليم السامرة .
5 فوصل إلى بلدة سامرية تدعى سوخار . وهي قرب الأرض التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف .
6 وكانت بئر يعقوب هناك . فجلس يسوع عند البئر لأنه كان متعبا من المسير . وكان الوقت نحو الثانية عشرة ظهرا .
7 فجاءت امرأة سامرية لتأخذ ماء من البئر . فقال لها يسوع : أعطيني لأشرب .
8 وكان التلاميذ قد ذهبوا إلى المدينة ليشتروا طعاما .
9 فقالت له المرأة السامرية : أنت يهودي، وأنا امرأة سامرية . فكيف تطلب مني أن أعطيك لتشرب؟ قالت المرأة هذا لأن اليهود يرفضون أن يختلطوا بالسامريين .
10 فأجابها يسوع : أنت لا تعرفين ما يعطيه الله، ولا تعرفين من الذي يقول لك : أعطيني لأشرب . فلو عرفت، لطلبت أنت منه، ولأعطاك ماء محييا .
11 فقالت له المرأة : ليس لديك دلو يا سيد، والبئر عميقة . فكيف ستحصل على مثل ذلك الماء؟ لا أظنك أعظم من أبينا يعقوب
12 فهو الذي أعطانا هذه البئر، وقد شرب منها هو وأبناؤه ومواشيه .
13 فأجابها يسوع : كل من يشرب من هذا الماء سيعطش ثانية
14 أما من يشرب من الماء الذي أعطيه إياه أنا، فلن يعطش أبدا، بل يصير الماء الذي أعطيه نبعا في داخله، ويتدفق معطيا حياة أبدية .
15 فقالت له المرأة : أعطني هذا الماء يا سيد، فلا أعطش أبدا ولا أعود إلى هنا طلبا للماء .
16 فقال لها يسوع : اذهبي ونادي زوجك وتعالا إلى هنا .
17 فقالت المرأة : لا زوج لي فقال لها يسوع : أصبت بقولك : لا زوج لي .
18 فقد كان لك خمسة أزواج، أما الرجل الذي تعيشين معه الآن، فليس زوجك فقد صدقت .
19 قالت المرأة : يا سيد، لا بد أنك نبي
20 لقد عبد آباؤنا السامريون الله على هذا الجبـل أما أنتم اليهود فتقولون إنه ينبغي للناس أن يعبدوا الله في مدينة القدس
21 فقال لها يسوع : يا امرأة، صدقيني أنه سيأتي الوقت حين ستعبدون الآب لا على هذا الجبل ولا في مدينة القدس .
22 أنتم السامريين تعبدون ما لا تعرفون، أما نحن اليهود فنعرف ما نعبد، لأن الخلاص يأتي من اليهـود .
23 ولكن سيأتي وقت، بل أتى الآن، حين يعبد العابدون الحقيقيون الآب عبادة روحية وحقيقية . فهكذا يريد الآب أن يكون عابدوه .
24 الله روح، والذين يعبدونه ينبغي أن يعبدوه بالروح والحق .
25 فقالت : أنا أعرف أن مشيحا سيأتي، أي المسيح، وحين يأتي سيخبرنا بكل شيء .
26 قال يسوع : أنا هو الذي أكلمك .
27 وفي تلك اللحظة وصل تلاميذه، ودهشوا جدا لأنه كان يتكلم مع امرأة . لكن لم يسأله أحد منهم : ما الذي تريده منها؟ أو لماذا تكلمها؟
28 أما المرأة فقد تركت جرتها، وعادت إلى البلدة وقالت للناس :
29 تعالوا لتروا إنسانا أخبرني بكل ما فعلت في حياتي أيمكن أن يكون هو المسيح؟
30 فتركوا بلدتهم وذهبوا إليه .
31 وفي ذلك الوقت، كان تلاميذه يحثونه ويقولون : يا معلم، كل شيئا
32 لكنه قال لهم : عندي طعام لآكله لا تعرفون عنه شيئا .
33 فأخذ تلاميذه يتساءلون فيما بينهم : أيمكن أن يكون أحد قد أحضر إليه طعاما؟
34 فقال لهم يسوع : طعامي هو تنفيذ إرادة ذاك الذي أرسلني، وإتمام العمل الذي كلفني بعمله .
35 أنتم تقولون حين تزرعون : سيأتي الحصاد بعد أربعة أشهر . وأنا أقول لكم : افتحوا عيونكم وانظروا إلى الحقول . إنها الآن ناضجة للحصاد .
36 والحاصد يأخذ أجره ويجمع محصولا للحياة الأبدية . وهكذا يفرح الزارع والحاصد معا .
37 ويصدق المثل القائل : واحد يزرع وآخر يحصد .
38 وأنا أرسلتكم لتحصدوا محصولا لم تتعبوا فيه . فقد تعب فيه آخرون، وانتفعتم أنتم من عملهم .
39 فآمن به سامريون كثيرون من تلك البلدة بسبب ما قالته المرأة في شهادتها : أخبرني بكل ما فعلت في حياتي
40 وعندما جاء إليه السامريون، طلبوا إليه أن يبقى معهم، فأقام هناك يومين .
41 فتكاثر جدا عدد الذين آمنوا به بسبب كلامه .
42 وقالوا للمرأة : لم نعد نؤمن بناء على كلامك، لأننا سمعناه بأنفسنا . ونحن نعلم الآن أن هذا الإنسان هو حقا مخلص العالم .
يسوع يشفي ابن أحد رجال الملك
43 ولما انقضى اليومان، غادر يسوع إقليم السامرة وذهب إلى إقليم الجليل .
44 وكان يسوع نفسه قد أقر بأنه لا كرامة لنبي في وطنه .
45 لكن أهل الجليل كانوا قد ذهبوا إلى مدينة القدس ورأوا كل ما فعله يسوع في عيد الفصح . لذلك فقد رحبوا به عندما جاء إلى الجليل .
46 ومرة أخرى ذهب يسوع إلى بلدة قانا في الجليل حيث كان قد حول الماء إلى نبيذ . وكان في مدينة كفرناحوم رجل من حاشية الملك، وكان ابنه مريضا .
47 فلما سمع ذلك الرجل أن يسوع قد أتى إلى الجليل من اليهودية، جاء إليه يرجوه أن يذهب إلى كفرناحوم ويشفي ابنه الذي أوشك أن يموت .
48 فقال له يسوع : أنتم لا تؤمنون ما لم تروا برهان المعجزات والعجائب
49 فقال الرجل ليسوع : أرجوك تعال يا سيد قبل أن يموت ولدي
50 فقال له يسوع : اذهب إلى بيتك . ابنك سيعيش . فآمن الرجل بما قاله له يسوع وذهب .
51 وبينما كان عائدا إلى بيته، لاقاه خدامه وقالوا له إن ابنه معافى .
52 فاستفسر منهم عن الوقت الذي بدأ فيه ابنه يتعافى، فقالوا : زالت حرارته في الساعة الواحدة من بعد ظهر الأمس .
53 فأدرك أبو الطفل أن ذلك هو الوقت نفسه الذي قال له فيه يسوع : ابنك سيعيش . فآمن هو وعائلته كلها .
54 كانت هذه المعجزة الثانية التي صنعها يسوع بعد مجيئه من اليهودية إلى الجليل .

 

 

 

يسوع يشفي مريض بيت حسدا
1 بعد ذلك، ذهب يسوع إلى مدينة القدس في أحد الأعياد اليهودية .
2 وكانت هناك بركة قرب باب الضأن تدعى بالعبرية بيت حسدا، وحولها خمسة ممرات مسقوفة
3 يرقد فيها جمع من المرضى العمي والعرج والمشلولين ينتظرون تحريك الماء .
4 وكان ملاك ينزل بين الحين والآخر إلى البركة ويحرك الماء . فكان أول من ينزل إلى البركة بعد تحريك الماء، يشفى من أي مرض فيه .
5 وكان هناك رجل مريض منذ ثمان وثلاثين سنة .
6 فرآه يسوع راقدا، وعرف أنه مريض منذ وقت طويل، فقال له : أتريد أن تشفى؟
7 فأجاب المريض : يا سيد، ليس لي أحد ينزلني إلى البركة عندما يحرك الماء . وحين أحاول النزول، ينزل شخص آخر قبلي .
8 فقال له يسوع : قم واحمل فراشك وامش .
9 فشفي الرجل فورا، وحمل فراشه وبدأ يمشي . وكان هذا يوم سبت .
10 فقال بعض اليهود للرجل الذي شفي : اليوم هو يوم السبت، ومن المخالف لشريعتنا أن تحمل فراشك
11 فقال لهم : الذي شفاني هو قال لي : ’ احمل فراشك وامش .‘
12 فسألوه : من هو الذي قال لك : ’ احمل فراشك وامش ؟
13 لكن الرجل الذي شفي لم يكن يعرف من هو الذي شفاه، فقد كان هناك جمع كبير من الناس في ذلك المكان، وكان يسوع قد انسحب من بينهم .
14 وفي وقت لاحق، وجد يسوع ذلك الرجل في ساحة الهيكل فقال له : ها إنك قد شفيت، فكف عن الخطية حتى لا يصيبك ما هو أسوأ .
15 فذهب الرجل وأخبر أولئك اليهود أن يسوع هو الذي شفاه .
16 فبدأ اليهود يلاحقون يسوع لأنه فعل ذلك يوم السبت .
17 فقال لهم يسوع : أبي يعمل على الدوام، ولهذا ينبغي أن أعمل أنا أيضا .
18 فازداد اليهود إصرارا على قتله . ليس لأنه خالف شريعة السبت فقط، بل أيضا لأنه قال إن الله أبوه، مساويا نفسه بالله .
يسوع يملك سلطان الله
19 فقال لهم يسوع : الحق أقول لكم : ليس في وسع الإبن أن يعمل شيئا مستقلا عن الآب، لكنه يعمل ما يرى الآب يعمله . ومهما عمل الآب، فإن الإبن يعمله أيضا .
20 الآب يحب الإبن، ويريه كل شيء يعمله، بل سيريه أعمالا أعظم من هذه، وستتعجبون .
21 لأنه مثلما يقيم الآب الأموات ويحييهم، فإن الإبن أيضا يحيي من يشاء .
22 الآب لا يحاكم أحدا، لكنه سلم كل القضاء للإبن
23 وذلك لكي يكرم كل الناس الإبن، كما يكرمون الآب . فالذي لا يكرم الإبن، لا يكرم بذلك الآب الذي أرسله أيضا .
24 أقول الحق لكم : إن من يسمع كلامي ويؤمن بمن أرسلني، ينال حياة إلى الأبد . ولا يكون تحت حكم الدينونة، بل قد عبر من الموت إلى الحياة .
25 الحق أقول لكم : يأتي وقت، وها قد أتى بالفعل، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، ومن يسمعه يحيا .
26 الآب هو مصدر الحياة، وقد أعطى الابن أن يكون مصدر الحياة أيضا .
27 وأعطاه سلطانا ليحاكم الناس لأنه ابن الإنسان .
28 لا تستغربوا هذا : فالوقت آت حين سيسمع كل الذين في قبورهم صوته .
29 فيخرجون من قبورهم، ويقوم الذين عملوا ما هو صالح لكي ينالوا الحياة، أما الذين عملوا ما هو شرير فسيقومون لكي يواجهوا الدينونة .
الشهادة ليسوع
30 ليس في وسعي أن أعمل شيئا مستقلا عن الآب . فأنا أحكم حسب ما أسمع من الآب . وحكمي عادل، لأني لا أسعى إلى عمل ما أريد، لكني أعمل إرادة الذي أرسلني .
31 لو كنت أنا فقط أشهد لنفسي، فشهادتي ليست مقبولة .
32 لكن غيري يشهد لي، وأنا أعرف أن شهادته لي مقبولة .
33 لقد أرسلتم أناسا إلى يوحنا، فشهد للحق .
34 وأنا لا أعتمد على شهادة من بشر، لكني أقول هذا لتنالوا أنتم الخلاص .
35 كان يوحنا مصباحا يشتعل ويعطي نورا . وأنتم رضيتم بأن تتمتعوا بنوره بعض الوقت .
36 لكن لي شهادة أعظم من شهادة يوحنا . فقد كلفني الآب بأعمال كي أنجزها، وهي أعمالي التي أعملها الآن . وهذه الأعمال تشهد لي وتبين أن الآب قد أرسلني .
37 حتى الآب نفسه الذي أرسلني شهد لي . لم تسمعوا صوته قط، ولا رأيتم هيئته .
38 ولستم تحفظون كلمته في داخلكم، لأنكم ترفضون أن تؤمنوا بالذي أرسله .
39 أنتم تجتهدون في دراسة الكتب لأنكم تعتقدون أنكم ستجدون فيها حياة أبدية، وهي نفسها تشهد لي .
40 لكنكم لا تريدون أن تأتوا إلي وتنالوا هذه الحياة .
41 أنا لا أسعى إلى مديح من بشر .
42 لكني أعرفكم وأعرف أن محبة الله ليست في داخلكم .
43 لقد جئت باسم أبي، لكنكم ترفضون أن تقبلوني . لكن إن جاءكم شخص آخر باسمه الخاص، فإنكم تقبلونه .
44 فكيف ستؤمنون بي، وأنتم تحبون أن يمدحكم الآخرون، أما المديح الذي يأتي من الله الواحد فلا تهتمون به؟
45 لا تظنوا أني أنا سأشكوكم أمام الآب، فالذي سيشكوكم هو موسى الذي بنيتم عليه آمالكم .
46 فلو أنكم صدقتم موسى حقا، لصدقتموني أنا أيضا، لأن موسى كتب عني .
47 لكن بما أنكم لا تصدقون ما كتبه، فكيف ستصدقون كلامي؟

 

 

 

يسوع يطعم خمسة آلاف شخص
1 بعد هذا، عبر يسوع بحيرة الجليل المعروفة أيضا باسم بحيرة طبرية .
2 وتبعه جمع كبير من الناس لأنهم رأوا معجزاته في شفاء المرضى .
3 لكن يسوع صعد إلى جانب الجبل وجلس هناك مع تلاميذه .
4 وكان عيد الفصح اليهودي قريبا .
5 ونظر يسوع، فرأى جمهورا كبيرا من الناس آتيا إليه . فقال لفيلبس : من أين يمكننا أن نشتري خبزا كافيا لنطعم كل هؤلاء؟
6 قال يسوع هذا ليمتحنه، لأن يسوع كان يعرف ما سيفعله .
7 فأجابه فيلبس : حتى لو اشترينا خبزا بأجر سنة من العمل فلن يكفي ذلك ليأكل كل واحد قطعة صغيرة
8 وقال له أندراوس أخو سمعان، وهو تلميذ آخر من تلاميذه :
9 هنا ولد صغير معه خمسة أرغفة من الشعير وسمكتان . ولكن ما نفع هذه لكل هؤلاء الناس؟
10 فقال يسوع : أجلسوا الناس . وكان هناك عشب كثير في ذلك المكان، فجلس الرجال، وكانوا نحو خمسة آلاف رجل .
11 ثم تناول يسوع الأرغفة وشكر الله، ثم وزعها على الجالسين . وكذلك وزع من السمك قدر ما طلبوا .
12 ولما شبعوا قال يسوع لتلاميذه : اجمعوا كسر الخبز التي زادت لكي لا يضيع منها شيء .
13 فجمعوها وملأوا اثنتي عشرة سلة من كسر أرغفة الشعير الخمسة التي فضلت عن الذين أكلوا .
14 ولما رأى الناس هذه المعجزة التي صنعها يسوع، بدأوا يقولون : من المؤكد أن هذا هو النبي الآتي إلى العالم
15 وعرف يسوع أنهم يريدون إجباره على أن يصير ملكا، فذهب ثانية إلى الجبل وحده .
يسوع يمشي على الماء
16 ولما جاء المساء، نزل تلاميذه إلى البحيرة
17 وركبوا قاربا واتجهوا نحو مدينة كفرناحوم على الضفة المقابلة . وكان الظلام قد حل، ولم يكن يسوع قد أتى إليهم بعد .
18 وكانت أمواج البحيرة تتعاظم بسبب هبوب ريح قوية .
19 وبعد أن قطعوا نحو خمسة أو ستة كيلومترات، رأوا يسوع ماشيا على مياه البحيرة . وكان يقترب من القارب، فخافوا
20 لكن يسوع قال لهم : هذا أنا فلا تخافوا .
21 فصاروا راغبين بأن يدخلوه إلى القارب . ووصل القارب فورا إلى المكان الذي كانوا متجهين إليه .
الناس يبحثون عن يسوع
22 وفي اليوم التالي، انتبه الناس الذين كانوا على الجانب الآخر من البحيرة إلى أنه لم يكن هناك إلا قارب واحد، وأن يسوع لم يركبه مع تلاميذه، بل أن تلاميذه ذهبوا وحدهم .
23 لكن بعض القوارب من طبرية رست قرب المكان الذي أكلوا فيه الخبز، بعد أن شكر الرب يسوع الله عليه .
24 وعندما أدرك الناس أن يسوع لم يكن هناك ولا تلاميذه، ركبوا تلك القوارب وذهبوا إلى مدينة كفرناحوم باحثين عن يسوع .
يسوع هو الخبز المحيي
25 فوجدوا يسوع على الجانب الآخر من البحيرة، فسألوه : متى وصلت إلى هنا يا معلم؟
26 فأجابهم يسوع : أقول الحق لكم : أنتم لا تبحثون عني لأنكم رأيتم المعجزات، بل لأنكم أكلتم من الخبز وشبعتم .
27 لا تعملوا من أجل الطعام الذي يفسد، بل من أجل الطعام الذي يدوم ويعطي حياة أبدية . وابن الإنسان هو الذي يقدر أن يعطيكم هذا الطعام، لأن الله الآب قد وضع على ابن الإنسان ختم موافقته .
28 فسألوه : فماذا نفعل لكي نعمل الأعمال التي يطلبها الله؟
29 أجابهم يسوع : العمل الذي يطلبه الله هو أن تؤمنوا بالذي أرسله .
30 فسألوه : فما المعجزة التي تبرهن بها كلامك فنراها ونؤمن بك؟ ماذا تستطيع أن تعمل؟
31 فقد أكل آباؤنا المن في البرية كما هو مكتوب : ’ أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا .‘
32 فقال لهم يسوع : أقول الحق لكم : ليس موسى هو الذي أعطاكم الخبز من السماء، بل إن أبي هو الذي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء .
33 فالخبز الذي يعطيه الله هو ذاك الذي نزل من السماء، وهو يعطي حياة للعالم .
34 فقالوا له : أعطنا يا سيد من ذلك الخبز دائما .
35 فقال لهم يسوع : أنا هو الخبز المحيي . فالذي يأتي إلي لن يجوع أبدا، والذي يؤمن بي لن يعطش أبدا .
36 لكني قلت لكم إنكم رأيتموني ومازلتم لا تؤمنون .
37 ولكن سيأتي إلي كل من وهبه لي الآب، وأنا لا أرفض من يأتي إلي .
38 لم أنزل من السماء لأعمل إرادتي، بل لأعمل إرادة الذي أرسلني .
39 وإرادة الذي أرسلني هي أن لا أفقد أحدا من الذين وهبهم لي، بل أن أقيمهم جميعا للحياة في اليوم الأخير .
40 فهذه هي إرادة أبي : أن ينال كل من يرى الابن ويؤمن به حياة إلى الأبد . وأنا سأقيمه للحياة في اليوم الأخير .
41 فبدأ اليهود يتذمرون منه لأنه قال : أنا هو الخبز الذي نزل من السماء .
42 وقالوا : أليس هذا يسوع بن يوسف؟ ألا نعرف أباه وأمه؟ فكيف يقول الآن إنه نزل من السماء؟
43 فأجابهم يسوع : كفى تذمرا فيما بينكم .
44 لا يمكن لأحد أن يأتي إلي إن لم يجذبه إلي الآب الذي أرسلني . وفي اليوم الأخير، أنا سأقيمه .
45 فقد كتب الأنبياء : وسيكونون جميعا متعلمين من الله . فكل من يسمع للآب ويتعلم منه يأتي إلي .
46 لا يعني هذا أن أحدا قد رأى الآب . فالوحيد الذي رأى الآب هو الذي جاء من الله .
47 أقول الحق لكم : من يؤمن فله حياة أبدية .
48 أنا هو الخبز المحيي .
49 أكل آباؤكم المن في البرية، غير أنهم ماتوا .
50 أما من يأكل هذا الخبز النازل من السماء فلن يموت أبدا .
51 أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد هذا الخبز فسيحيا إلى الأبد . والخبز الذي سأعطيه هو جسدي من أجل أن يحيا العالم .
52 فبدأ اليهود يتجادلون فيما بينهم ويقولون : كيف يمكنه أن يعطينا جسده لنأكله؟
53 فقال لهم يسوع : أقول الحق لكم : ينبغي أن تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، وإلا فلن تكون لكم حياة في داخلكم .
54 من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية، وأنا سأقيمه في اليوم الأخير .
55 جسدي طعام حقيقي، ودمي شراب حقيقي .
56 من يأكل جسدي ويشرب دمي يسكن في، وأنا أسكن فيه .
57 الآب الحي أرسلني، وأنا أحيا بالآب . هكذا أيضا، من يأكلني فسيحيا بي .
58 هذا هو الخبز الذي نزل من السماء . وهو يختلف عن المن الذي أكله آباؤكم ومع ذلك ماتوا، فمن يأكل هذا الخبز سيحيا إلى الأبد .
59 قال يسوع هذه الأمور وهو يعلم في مجمع مدينة كفرناحوم .
كثيرون يتركون يسوع
60 وإذ سمع كثيرون من تلاميذه هذا الكلام، قالوا : هذا تعليم صعب من يستطيع احتمال الاستماع إليه؟
61 فعرف يسوع في داخله أنهم يتذمرون بسبب ذلك، فقال لهم : هل يصدمكم هذا الكلام؟
62 فماذا لو أنكم رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان من قبل؟
63 لا يقدر الجسد أن يعطي الحياة، بل الروح . والكلام الذي كلمتكم به هو روح، لذلك هو يعطي الحياة .
64 لكن بعضا منكم لا يؤمن . قال يسوع هذا لأنه عرف منذ البداية من هم الذين لم يؤمنوا به، وعرف من الذي سيخونه .
65 وتابع يسوع كلامه فقال : لهذا قلت لكم إنه لا يمكن لأحد أن يأتي إلي ما لم يعطه الآب إمكانية ذلك .
66 ومن هذا الوقت تراجع كثيرون من تلاميذه، ولم يعودوا يتبعونه .
67 فقال يسوع للاثني عشر تلميذا : أتريدون أنتم أيضا أن تذهبوا؟
68 فأجابه سمعان بطرس : إلى من يمكن أن نذهب يا رب، فالكلام الذي يقود إلى الحياة الأبدية عندك؟
69 ونحن نؤمن ونعرف أنك قدوس الله .
70 فقال يسوع : أنتم الاثني عشر، ألم أختركم أنا؟ غير أن واحدا منكم إبليس
71 وكان يقصد يهوذا بن سمعان الأسخريوطي الذي كان واحدا من الاثني عشر تلميذا، وهو الذي سيخون يسوع .

 

 

 

1 بعد ذلك بدأ يسوع يتنقل في إقليم الجليل . ولم يشأ أن يتنقل في إقليم اليهودية . فقد كان اليهود يسعون إلى قتله .
2 وكان عيد الخيام اليهودي قريبا .
3 فقال إخوة يسوع له : اترك هذا المكان، واذهب إلى اليهودية لكي يتمكن أتباعك من أن يروا الأعمال التي تعملها .
4 إن كان أحد يسعى إلى الشهرة، فإنه لا يعمل ما يعمله في السر . فإن كنت تصنع هذه المعجزات حقا، أظهر نفسك للعالم .
5 إذ لم يكن حتى أخوته يؤمنون به .
6 فقال لهم يسوع : لم يحن الوقت الملائم لي بعد، بينما الوقت ملائم لكم دائما .
7 لا يستطيع العالم أن يبغضكم، لكنه يبغضني لأني أقول إن أعماله شريرة .
8 اذهبوا أنتم إلى العيد، أما أنا فلن أذهب إلى هذا العيد الآن، لأن وقتي لم يحن بعد .
9 وبعد أن قال هذا بقي في الجليل .
10 وعندما ذهب إخوته إلى العيد، ذهب هو أيضا . غير أنه لم يذهب علنا بل في الخفاء .
11 فكان اليهود يبحثون عنه في العيد ويسألون : أين ذلك الرجل؟
12 وكان هناك همس كثير عنه بين الناس، فقال بعضهم : هو إنسان صالح . بينما قال آخرون : لا بل هو يخدع الناس .
13 غير أن أحدا لم يتحدث عنه علنا . فقد كانوا يخافون من قادة اليهود .
يسوع يعلم في مدينة القدس
14 ولما كان منتصف العيد تقريبا، ذهب يسوع إلى ساحة الهيكل وبدأ يعلم .
15 فدهش اليهود وقالوا : كيف لهذا الرجل أن يعرف كل هذه المعرفة دون أن يتعلم؟
16 فأجابهم يسوع : ما أعلمه ليس مني، بل من الذي أرسلني .
17 فإن أراد أحد منكم أن يفعل ما يريده الله، فسيعرف إن كان تعليمي من الله أم من ذاتي .
18 من يتكلم من ذاته يسعى إلى تمجيد ذاته، أما الذي يسعى إلى تمجيد من أرسله فهو صادق وليس فيه زيف .
19 ألم يعطكم موسى الشريعة؟ لكن لا أحد منكم يطبق تلك الشريعة . لماذا تسعون إلى قتلي؟
20 فأجاب الناس : فيك روح شرير فمن الذي يسعى إلى قتلك؟
21 فقال لهم يسوع : صنعت معجزة واحدة يوم السبت فاندهشتم جميعا
22 لكن موسى أعطاكم وصية الختان، مع أن الختان جاء من آبائكم لا من موسى . وها أنتم تختنون الأطفال حتى في يوم السبت
23 إذا يمكن للإنسان أن يختن يوم السبت لئلا تكسر شريعة موسى . فلماذا تغضبون مني لأني شفيت إنسانا بكامله يوم السبت؟
24 كفوا عن الحكم حسب المظاهر، واحكموا حسب ما هو صواب حقا .
يسوع هو المسيح
25 فقال بعض أهل القدس : أليس هذا هو الرجل الذي يسعون إلى قتله؟
26 لكن ها هو يتحدث علنا، وهم لا يعملون شيئا له ألعل القادة اقتنعوا بأنه هو المسيح؟
27 لكننا نعرف أصل هذا الإنسان، أما حين يأتي المسيح الحقيقي، فلن يعرف أحد من أين يأتي .
28 وبينما كان يسوع يعلم في ساحة الهيكل، رفع صوته وقال : أنتم تعرفونني وتعرفون من أين أنا . فأنا لم آت من نفسي، لكن الذي أرسلني هو الحق وأنتم لا تعرفونه .
29 أما أنا فأعرفه لأني منه أتيت، وهو الذي أرسلني .
30 حينئذ حاولوا أن يقبضوا عليه، لكن لم يستطع أحد أن يمسكه لأن وقته لم يكن قد حان بعد .
31 فآمن به كثيرون وقالوا : عندما يأتي المسيح، لا يمكن أن يصنع معجزات أكثر مما صنع هذا الرجل .
قادة اليهود يحاولون القبض على يسوع
32 وسمع الفريسيون ما كان يتهامس به الناس عن يسوع، فأرسل كبار الكهنة والفريسيون حراسا للقبض عليه .
33 فقال يسوع : سأبقى معكم أيها الناس وقتا قليلا بعد، وبعد ذلك سأعود إلى الذي أرسلني .
34 ستبحثون عني، ولكنكم لن تجدوني لأنكم لا تقدرون أن تذهبوا إلى حيث سأكون .
35 فقال قادة اليهود بعضهم لبعض : إلى أين ينوي الذهاب فلا نقدر أن نجده؟ ألعله ذاهب ليعلم المشتتين من شعبنا في المدن اليونانية، وليعلم اليونانيين من أهل تلك المدن؟
36 فما معنى قوله هذا : ’ ستبحثون عني، لكنكم لن تجدوني لأنكم لا تقدرون أن تذهبوا إلى حيث سأكون ؟
يسوع يتحدث عن الروح القدس
37 وفي اليوم الأخير والأهم من العيد، وقف يسوع وقال بصوت مرتفع : إن عطش أحد منكم، فليأت إلي ويشرب .
38 ومن آمن بي، ستفيض من أعماقه أنهار ماء حي، كما يقول الكتاب .
39 قال يسوع هذا عن الروح القدس الذي سيناله المؤمنون به . لكن لأن يسوع لم يكن قد تمجد بعد، فإن الروح لم يكن قد أرسل بعد .
الخلاف حول يسوع
40 فلما سمع بعض الناس هذا الكلام بدأوا يقولون : هذا الرجل هو النبي حقا .
41 وكان آخرون يقولون : هذا الرجل هو المسيح . غير أن آخرين كانوا يقولون : أيعقل أن يأتي المسيح من الجليل؟
42 ألا يقول الكتاب إن المسيح سيكون من نسل داود، وإنه يأتي من بلدة بيت لحم حيث عاش داود؟
43 فحدث انقسام بين الناس بسببه .
44 وأراد بعضهم أن يقبض عليه، لكن لم يستطع أحد أن يمسكه .
قادة اليهود يرفضون أن يؤمنوا
45 فرجع حراس الهيكل إلى الفريسيين وكبار الكهنة . فسأل هؤلاء الحراس : لماذا لم تحضروه؟
46 فأجاب الحراس : لم يتحدث إنسان بمثل هذا الكلام قط
47 فقال الفريسيون : هل خدعتم أنتم أيضا؟
48 هل تعرفون أحدا من القادة أو الفريسيين آمن به؟
49 لكن أولئك الناس في الخارج لا يعرفون شيئا عن الشريعة، وهم تحت لعنة الله
50 وكان نيقوديموس واحدا من الفريسيين، وهو الذي كان قد ذهب إلى يسوع سابقا . فقال لهم نيقوديموس :
51 هل تحكم شريعتنا على أحد قبل الاستماع إليه أولا ومعرفة ما فعله؟
52 فأجابوه : يبدوا أنك أنت أيضا من أهل الجليل؟ ابحث في الكتب ولن تجد شيئا عن نبي يأتي من الجليل .
53 فذهبوا جميعا كل واحد إلى بيته .

 

 

 

المرأة التي أمسكت في الزنا
1 أما يسوع فذهب إلى جبل الزيتون .
2 وفي الصباح الباكر ذهب إلى ساحة الهيكل ثانية حيث جاء إليه الجميع، فجلس وبدأ يعلمهم .
3 وأحضر معلمو الشريعة والفريسيون امرأة أمسكت وهي تزني . وجعلوها تقف وسط الناس .
4 ثم قالوا ليسوع : يا معلم، أمسكت هذه المرأة متلبسة بجريمة الزنا .
5 وقد أوصانا موسى في الشريعة بأن نرجم مثل هذه المرأة، فماذا تقول أنت؟
6 قالوا هذا ليمتحنوه، فيكون لهم ما يتهمونه به . لكن يسوع انحنى وبدأ يكتب على الأرض بإصبعه .
7 ولما ألحوا في السؤال، وقف وقال لهم : حسنا من كان منكم بلا خطية، فليكن البادئ برميها بحجر .
8 وانحنى مرة أخرى وأخذ يكتب على الأرض .
9 فلما سمعوا هذا، بدأوا يغادرون المكان واحدا بعد الآخر بدءا بالأكبر سنا . وبقي يسوع وحده مع المرأة الواقفة أمامه .
10 فوقف يسوع وقال لها : أين هم؟ ألم يحكم عليك أحد؟
11 قالت : لا أحد يا سيد . فقال لها يسوع : ولا أنا أحكم عليك . فاذهبي ولا تعودي إلى الخطية فيما بعد .
يسوع هو النور
12 ثم واصل يسوع كلامه للناس فقال : أنا هو النور للعالم . من يتبعني لا يمشي أبدا في الظلمة، بل يكون معه النور الذي يقود إلى الحياة .
13 فقال له الفريسيون : أنت تشهد لنفسك، لذلك فإن شهادتك غير مقبولة .
14 أجابهم يسوع : مع أنني أشهد لنفسي، فشهادتي مقبولة . لأني أعرف من أين أتيت وإلى أين أنا ذاهب، أما أنتم فلا تعرفون من أين أتيت ولا إلى أين أنا ذاهب .
15 لذلك أنتم تحكمون حسب مقاييس البشر، لكنني لا أحكم على أحد .
16 وحتى إن حكمت، فإن حكمي صحيح . فأنا لا أحكم وحدي، لكن الآب الذي أرسلني هو معي .
17 مكتوب في شريعتكم إن شهادة شخصين مقبولة .
18 وأنا أشهد لنفسي وأبي الذي أرسلني يشهد لي أيضا .
19 فسألوه : وأين أبوك؟ أجاب يسوع : أنتم لا تعرفونني ولا تعرفون أبي . ولو عرفتموني لعرفتم أبي أيضا .
20 قال هذا الكلام وهو قرب صندوق التقدمات بينما كان يعلم في ساحة الهيكل . ولم يقبض عليه أحد، لأن وقته لم يكن قد حان بعد .
قادة اليهود لا يفهمون يسوع
21 وقال لهم مرة أخرى : أنا سأذهب وستبحثون عني، لكنكم ستموتون وعليكم ذنب خطاياكم . ولا تقدرون أن تأتوا إلى حيث أنا ذاهب .
22 فبدأ قادة اليهود يتساءلون فيما بينهم : أيعقل أنه سيقتل نفسه؟ لأنه يقول : ’ لا تقدرون أن تأتوا إلى حيث أنا ذاهب .‘
23 فقال لهم يسوع : أنتم من أسفل، وأنا من فوق . أنتم تنتمون إلى هذا العالم، وأنا لا أنتمي إلى هذا العالم .
24 لهذا قلت لكم إنكم ستموتون وعليكم ذنب خطاياكم . إن لم تؤمنوا أني أنا هـو فستموتون وعليكم ذنب خطاياكم .
25 فسألوه : من أنت؟ فقال لهم يسوع : أخبرتكم من أنا منذ البداية .
26 عندي أشياء كثيرة أقولها عنكم، وأحكم بها عليكم . لكن الذي أرسلني صادق، وأنا أكلم الناس بما سمعت منه .
27 ولم يدركوا أن يسوع كان يتحدث إليهم عن الآب .
28 فقال لهم يسوع : عندما ترفعون ابن الإنسان، ستعرفون حينئذ أني أنا هو . أنا لا أفعل شيئا من نفسي، لكني أتكلم تماما كما علمني الآب .
29 والذي أرسلني هو معي . لم يتركني وحدي، لأني أعمل دائما ما يسره .
30 وبينما كان يتكلم بهذه الأمور، آمن به كثيرون .
التحرر من الخطية
31 فبدأ يسوع يقول لليهود الذين آمنوا به : إن تمسكتم بتعليمي، فأنتم تلاميذي حقا .
32 وستعرفون الحق، والحق سيحرركم .
33 فقال له بعضهم : نحن أولاد إبراهيم، ولم نكن عبيدا لأحد قط فكيف تقول إننا سنحرر؟
34 فأجابهم يسوع : أقول الحق لكم : كل من يستمر في عمل الخطية هو عبد للخطية .
35 والعبد لا يبقى مع عائلة إلى الأبد، أما الابن فينتمي إلى عائلته إلى الأبد .
36 فإن حرركم الابن، تكونون حقا أحرارا .
37 أنا أعرف أنكم من نسل إبراهيم، لكنكم تسعون إلى قتلي لأنه لا مكان لتعليمي فيكم .
38 أنا أتحدث بما رأيت من أبي، وأنتم تفعلون ما سمعتموه من أبيكم .
39 فقالوا له : إبراهيم هو أبونا فقال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لعملتم الأشياء التي عملها إبراهيم .
40 لكنكم تسعون إلى قتلي، وأنا إنسان أخبركم بالحق الذي سمعه من الله . وإبراهيم لم يفعل شيئا كهذا .
41 أما أنتم فتعملون أعمال أبيكم . فقالوا له : لم نولد من زنا لنا أب واحد هو الله
42 فقال لهم يسوع : لو كان الله أباكم حقا لأحببتموني، لأني جئت من الله، وها أنا هنا . لم آت من نفسي، لكنه هو الذي أرسلني .
43 لماذا لا تفهمون ما أقول؟ ذلك لأنكم لا تقدرون أن تقبلوا تعليمي .
44 أنتم من أبيكم إبليس، وتريدون أن تعملوا شهوات أبيكم . لقد كان قاتلا منذ البداية . لم يتمسك بالحق، إذ لا يوجد أي حق فيه . وحين يكذب، فإنه يعبر عن طبيعته، لأنه كذاب وأبو الكذب .
45 لكنكم ترفضون أن تصدقوني لأني أقول الصدق .
46 من منكم يستطيع أن يثبت علي خطية واحدة؟ فما دمت أقول الصدق، لماذا ترفضون أن تصدقوني؟
47 من كان من الله فهذا يصغي إلى كلام الله . وأنتم لا تصغون، لأنكم لستم من الله .
يسوع وإبراهيم
48 فأجابه قادة اليهود : ألسنا محقين في قولنا إنك سامري وفيك روح شرير؟
49 أجاب يسوع : ليس في روح شرير، بل أنا أمجد أبي وأنتم تهينونني
50 أنا لا أسعى إلى تمجيد نفسي، فهناك من يطلب ذلك لي وهو الذي سيحاكم .
51 أقول الحق لكم : إن أطاع أحد تعليمي فلن يموت أبدا .
52 فقال له قادة اليهود : الآن تأكدنا أن فيك روحا شريرا فحتى إبراهيم والأنبياء كلهم ماتوا، وأنت تقول : ’ إن أطاع أحد تعليمي فلن يموت أبدا .‘
53 فهل تزعم أنك أعظم من أبينا إبراهيم؟ فقد مات هو، ومات الأنبياء أيضا . فمن تحسب نفسك؟
54 أجاب يسوع : إن كنت أمجد نفسي، فذلك المجد لا يساوي شيئا . لكن الذي يمجدني هو أبي الذي تقولون إنه إلهكم
55 بينما أنتم لم تعرفوه قط، وأنا أعرفه . ولو قلت إني لا أعرفه، لكنت كاذبا مثلكم . لكني أعرفه بالفعل وأطيع كلامه .
56 أبوكم إبراهيم ابتهج متشوقا لأن يرى يومي، وقد رآه وفرح .
57 فقال له قادة اليهود : لم تبلغ الخمسين بعد، وقد رأيت إبراهيم؟
58 قال لهم يسوع : أقول الحق لكم : قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن عند هذا التقطوا حجارة ليرموه بها،
59 لكن يسوع توارى عنهم وغادر ساحة الهيكل .

 

 

 

شفاء رجل ولد أعمى
1 وبينما كان يسوع ماشيا، رأى رجلا أعمى منذ مولده .
2 فسأله تلاميذه : يا معلم، من الذي أخطأ حتى ولد هذا الرجل أعمى، أهو أم والداه؟
3 فأجاب يسوع : لم يولد أعمى بسبب خطيته أو خطية والديه، بل ولد أعمى لكي تظهر قوة الله في شفائه .
4 ينبغي أن نعمل أعمال الذي أرسلني مادام الوقت نهارا . فعندما يأتي الليل، لا يستطيع أحد أن يعمل .
5 أنا النور للعالم مادمت في العالم .
6 وبعد أن قال هذا بصق على التراب وصنع منه طينا . ثم وضع الطين على عيني الأعمى
7 وقال له : اذهب واغتسل في بركة سلوام . ومعنى هذه الكلمة مرسل . فذهب الرجل واغتسل، وعاد مبصرا .
8 فرآه جيرانه والذين اعتادوا رؤيته وهو يستعطي فقالوا : أليس هذا هو الرجل الذي كان يجلس ويستعطي؟
9 فقال بعضهم : إنه هو نفسه وقال آخرون : لا، ليس هو، بل يشبهه . أما هو فقال : أنا هو الرجل الذي كان أعمى .
10 حينئذ قالوا له : فكيف أبصرت؟
11 فأجاب : صنع رجل اسمه يسوع طينا، ووضعه على عيني، وقال لي : ’ اذهب إلى بركة سلوام واغتسل .‘ فذهبت واغتسلت فأبصرت .
12 فقالوا له : وأين هو الآن؟ قال : لا أدري .
التحقيق مع الأعمى الذي شفاه يسوع
13 فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين .
14 وكان يسوع قد صنع الطين وفتح عيني الرجل يوم السبت .
15 فبدأ الفريسيون أيضا يسألونه كيف نال بصره . فقال لهم : وضع يسوع طينا على عيني ثم اغتسلت، وأنا الآن أبصر .
16 فقال بعضهم : ليس هذا الرجل من الله، فهو لا يراعي السبت . وقال آخرون : كيف يمكن لإنسان خاطئ أن يصنع معجزات كهذه؟ فحدث خلاف بينهم .
17 فعادوا يسألون الرجل الذي كان أعمى : الآن وقد فتح ذلك الرجل عينيك، ما رأيك فيه؟ فقال الرجل : هو نبي
18 ولم يشأ قادة اليهود أن يصدقوا أنه كان أعمى وأبصر . فاستدعوا والدي الرجل الذي نال بصره
19 وسألوهما : أهذا ابنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى؟ فكيف يقدر أن يبصر الآن؟
20 فأجاب والداه : نحن نعلم أن هذا هو ابننا، وأنه ولد أعمى .
21 أما كيف يستطيع أن يبصر الآن، أو من الذي جعله يبصر، فلا نعلم اسألوه فهو رجل بالغ، ويمكنه أن يتحدث عن نفسه .
22 قال والداه ذلك لأنهما كانا يخشيان قادة اليهود، إذ كانوا قد قرروا أن كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح يحرم من دخول المجمع .
23 لذلك قالا : هو رجل بالغ فاسألوه
24 فاستدعى قادة اليهود ثانية الرجل الذي كان أعمى وقالوا له : مجد الله بصدقك، فنحن نعلم أن ذلك الإنسان خاطئ .
25 فأجابهم : لا أدري إن كان خاطئا أم لا، لكني أعلم شيئا واحدا : كنت أعمى وأنا الآن أبصر
26 فسألوه : ماذا فعل بك؟ كيف فتح عينيك؟
27 أجابهم : لقد سبق أن أخبرتكم، لكنكم رفضتم أن تسمعوني فلماذا تريدون أن تسمعوا الآن؟ أتريدون أن تصبحوا أتباعا له؟
28 فشتموه وقالوا : أنت تابع له أما نحن فأتباع موسى .
29 نحن نعلم أن الله كلم موسى، لكننا لا نعلم من أين هذا الرجل .
30 فأجابهم : ما أغرب هذا فأنتم لا تعلمون من أين هو، ومع هذا فقد فتح عيني
31 ونحن نعلم أن الله لا يستمع للخطاة، بل يستمع لمن يتقيه ويعمل إرادته .
32 ولم يسمع أحد من قبل أن شخصا أعطى بصرا لإنسان ولد أعمى .
33 فلو لم يكن هذا الرجل من الله، لما أمكنه أن يفعل شيئا .
34 فقالوا له : أنت كلك مولود في الخطايا، ورغم ذلك تعلمنا؟ وطردوه خارجا .
العمى الروحي
35 وسمع يسوع أنهم طردوا الرجل، فوجده وقال له : أتؤمن بابن الإنسان؟
36 فأجابه الرجل : من هو يا سيد لكي أومن به؟
37 قال له يسوع : لقد رأيته بالفعل، فهو الذي تكلمه الآن .
38 فقال الرجل : أومن يا سيد . وسجد له .
39 وقال يسوع : لقد جئت إلى هذا العالم للقضاء . جئت لكي يرى الذين لا يرون، ويعمى الذين يرون .
40 فسمعه بعض الفريسيين الذين كانوا معه، فقالوا له : أيعني هذا أننا نحن أيضا عميان؟
41 قال لهم يسوع : لو كنتم عميانا لما كنتم مذنبين، لكنكم تقولون : ’ إننا مبصرون .‘ لهذا فإن ذنب خطاياكم باق عليكم .

 

 

 

الراعي وخرافه
1 وقال يسوع : أقول الحق لكم : من لا يدخل حظيرة الخراف من الباب فهو سارق وخاطف . فهو يتسلق ويدخل من مكان آخر .
2 أما الذي يدخل من الباب فهو راعي القطيع .
3 له يفتح الحارس، وتصغي الخراف إلى صوته . وهو ينادي الخراف التي له بأسمائها ويقودها إلى المرعى .
4 وبعد أن يخرجها كلها، يمشي أمامها، وهي تتبعه لأنها تميز صوته .
5 لكنها لا تتبع الغريب أبدا، بل تهرب منه، لأنها لا تعرف صوت الغرباء .
6 روى لهم يسوع هذا المثل الرمزي، لكنهم لم يفهموا ما قاله .
يسوع هو الراعي الصالح
7 فأضاف يسوع وقال : أقول الحق لكم : أنا هو باب الخراف .
8 كل الذين جاءوا قبلي كانوا سراقين وخاطفين، والخراف لم تصغ إليهم .
9 أنا هو الباب . فإن دخل أحد من خلالي، يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى .
10 لا يأتي السارق إلا ليسرق ويقتل ويدمر . أما أنا فقد جئت لكي تكون للناس حياة، وتكون لهم هذه الحياة بكل فيضها .
11 أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يضحي بحياته من أجل الخراف .
12 أما الأجير فليس كالراعي، والخراف ليست له . لهذا يترك الخراف ويهرب حين يرى الذئب مقبلا . فيهجم الذئب على الخراف ويشتتها .
13 ويهرب الأجير لأنه أجير ولا تهمه الخراف .
14 أما أنا فإني الراعي الصالح . أعرف الذين لي، والذين لي يعرفونني
15 تماما كما يعرفني الآب وأعرفه . وأنا أضحي بحياتي من أجل الخراف .
16 وعندي خراف أخـرى ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن أحضرها أيضا . وهي ستصغي إلى صوتي، ويكون الجميع قطيعا واحدا له راع واحد .
17 لهذا يحبني الآب : لأنني أقدم حياتي، لكي أستردها ثانية .
18 لا يأخذها أحد مني، بل أقدمها طوعا . لي الحق في أن أقدمها، ولي الحق في أن أستردها . فقد تلقيت هذه الوصية من أبي .
19 ومرة أخرى حدث انقسام بين اليهود بسبب هذا الكلام .
20 فقد قال كثيرون منهم : فيه روح شرير، وهو مجنون لماذا تستمعون إليه؟
21 لكن آخرين قالوا : ما هذا بكلام شخص فيه روح شرير . فهل يستطيع روح شرير أن يعطي بصرا للعميان؟
اليهود يقاومون يسوع
22 وبدأ في مدينة القدس عيد تجديد الهيكل في فصل الشتاء .
23 وكان يسوع ماشيا في قاعة سليمان في ساحة الهيكل
24 فأحاط به اليهود وقالوا له : حتى متى ستبقينا معلقين؟ إن كنت أنت المسيح، فقل لنا صراحة .
25 أجابهم يسوع : لقد قلت لكم وأنتم ترفضون أن تصدقوا . الأعمال التي أعملها باسم أبي تشهد لي .
26 لكنكم ترفضون أن تصدقوا لأنكم لستم من خرافي .
27 فخرافي تصغي إلى صوتي، وأنا أعرفها وهي تتبعني . وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك أبدا، ولن ينتزعها أحد من يدي .
29 الآب وهبها لي، وهو أعظم من الجميع . ولا أحد يستطيع أن ينتزع شيئا من يد الآب .
30 أنا والآب واحد .
31 ومرة أخرى التقط بعض اليهود حجارة لكي يرجموه
32 فقال لهم يسوع : أريتكم أعمالا صالحة كثيرة من الآب، فعلى أي من هذه الأعمال تريدون أن ترجموني؟
33 أجابه اليهود : لا نريد أن نرجمك من أجل عمل صالح، بل لأنك أهنت الله . فمع أنك إنسان، تجعل نفسك الله
34 أجابهم يسوع : أليس مكتوبا في شريعتكم : ’ أنا قلت إنكم آلهة ؟
35 إذا كان الكتاب قد دعا الذين تلقوا رسالة الله آلهة، ولا يستطيع أحد أن يشكك في المكتوب
36 فهل تقولون لي : ’ أنت تهين الله، لأني قلت : ’ أنا ابن الله ؟ لكني بالفعل ذاك الذي اختاره الله وأرسله إلى العالم .
37 إن لم أكن أعمل أعمال أبي، فلا تصدقوني .
38 لكني أعملها . فإن لم تصدقوني أنا، صدقوا الأعمال . عند ذلك ستدركون وتعرفون أن الآب في وأني أنا في الآب .
39 فحاولوا مرة أخرى أن يمسكوه، لكنه أفلت من أيديهم .
40 ورجع يسوع إلى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه من قبل، على الضفة الشرقية من نهر الأردن، وأقام هناك .
41 وجاء إليه أشخاص كثيرون، وكانوا يقولون : لم يصنع يوحنا معجزة واحدة، لكن كل ما قاله يوحنا عن هذا الإنسان صحيح
42 فآمن به كثيرون هناك .

 

 

 

موت لعازر
1 ومرض رجل اسمه لعازر من قرية بيت عنيا، وهي القرية التي كانت تسكن فيها مريم وأختها مرثا .
2 ومريم هي أخت لعازر المريض، وهي المرأة التي مسحت قدمي الرب بالعطر ونشفتهما بشعرها .
3 فأرسلت الأختان إلى يسوع شخصا يقول له : يا سيد، ها إن الذي تحبه مريض .
4 فلما سمع يسوع ذلك قال : لن ينتهي هذا المرض بالموت، لكنه لمجد الله، ولكي يتمجد ابن الله بواسطته .
5 وكان يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر .
6 فلما سمع أن لعازر مريض، مكث يومين آخرين حيث كان .
7 بعد ذلك قال لتلاميذه : لنرجع إلى اليهودية .
8 فقال له تلاميذه : يا معلم، لقد حاول اليهود أن يرجموك في ذلك المكان منذ مدة قصيرة، فكيف ترجع إلى هناك؟
9 أجاب يسوع : أليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟ فإن سار أحد في النهار، فإنه لا يتعثر لأنه يرى نور هذا العالم .
10 أما إن سار أحد ليلا، فإنه يتعثر لأنه بلا نور .
11 ثم قال لهم : لقد نام صديقنا لعازر، لكني سأذهب لكي أوقظه .
12 فقال له تلاميذه : يا رب، إن استطاع أن ينام، فسيتعافى .
13 وكان يسوع يتحدث عن موت لعازر، لكنهم ظنوا أنه كان يتحدث عن النوم الطبيعي .
14 فقال لهم يسوع بوضوح : مات لعازر .
15 وأنا سعيد لأني لم أكن هناك، وذلك لكي تؤمنوا أنتم . فلنذهب الآن إليه .
16 فقال توما، ويعني اسمه التوأم، لبقية التلاميذ : دعونا نذهب نحن أيضا لكي نموت مع السيد .
يسوع في قرية بيت عنيا
17 فذهب يسوع ووجد أنه قد مضت على لعازر أربعة أيام في القبر .
18 ولم تكن قرية بيت عنيا تبعد عن مدينة القدس إلا نحو ثلاثة كيلو مترات .
19 فجاء كثير من اليهود إلى مرثا ومريم ليعزوهما عن أخيهما .
20 فلما سمعت مرثا أن يسوع قد جاء، ذهبت لاستقباله . أما مريم فبقيت في البيت .
21 فقالت مرثا ليسوع : لو كنت هنا يا سيد لما مات أخي
22 لكني أعرف الآن أيضا أن الله يعطيك كل ما تطلبه منه .
23 فقال لها يسوع : سيقوم أخوك من الموت .
24 فقالت له مرثا : أنا أعرف أنه سيقوم من الموت في القيامة، في اليوم الأخير .
25 فقال لها يسوع : أنا هو القيامة والحياة . من يؤمن بي، وإن مات، فسيحيا ثانية .
26 وكل من يحيا مؤمنا بي، فلن يموت أبدا . أتؤمنين بهذا؟
27 قالت له : نعم يا رب، أومن بأنك المسيح ابن الله الآتي إلى هذا العالم .
بكى يسوع
28 وبعد أن قالت هذا، ذهبت ونادت أختها مريم وقالت لها سرا : المعلم هنا، وهو يسأل عنك .
29 فلما سمعت مريم هذا، قامت مسرعة وذهبت إليه .
30 ولم يكن يسوع قد دخل القرية بعد، بل كان ما يزال في المكان الذي لاقته فيه مرثا .
31 وكان بعض اليهود مع مريم في البيت يعزونها . فلما رأوا أنها قامت وخرجت من البيت مسرعة، لحقوا بها . فقد ظنوا أنها ذاهبة إلى القبر لتبكي هناك .
32 وحين وصلت مريم إلى حيث كان يسوع ورأته، وقعت عند قدميه وقالت له : لو كنت هنا يا سيد لما مات أخي .
33 فلما رآها يسوع تبكي هي واليهود الذين جاءوا معها، تأثر في روحه وتضايق .
34 ثم قال : أين دفنتموه؟ فقالوا له : تعال وانظر يا سيد .
35 فبكى يسوع .
36 فقال بعض اليهود : انظروا كم كان يحبه
37 وقال بعضهم : أما كان بإمكان الذي أعطى الأعمى بصرا أن يحفظ لعازر من الموت؟ فتأثر يسوع في نفسه ثانية .
يسوع يحيي لعازر
38 ثم اقترب من القبر، وكان القبر مغارة تسد بابها صخرة .
39 فقال يسوع : أزيحوا هذه الصخرة . فقالت مرثا أخت الميت : ستكون رائحته كريهة يا سيد، فقد مضت عليه أربعة أيام .
40 فقال لها يسوع : ألم أقل لك إن آمنت فسترين مجد الله؟
41 ثم أزاحوا الصخرة، فرفع يسوع عينيه وقال : أيها الآب، أشكرك لأنك سمعت لي .
42 وأنا أعرف أنك دائما تسمع لي، لكني تكلمت من أجل هؤلاء الناس لكي يؤمنوا بأنك أنت أرسلتني .
43 وبعد أن قال هذا، نادى بصوت مرتفع : يا لعازر، اخرج
44 فخرج الميت وقد ربطت يداه ورجلاه بقماش الأكفان، وكان وجهه ملفوفا بمنديل : فقال يسوع : حلوه ودعوه يذهب .
قادة اليهود يخططون لقتل يسوع
45 فآمن بيسوع كثيرون من اليهود الذين جاءوا مع مريم ورأوا ما فعل .
46 لكن جماعة منهم ذهبوا إلى الفريسيين وأخبروهم بما فعل يسوع .
47 فدعا كبار الكهنة والفريسيون إلى عقد المجلس اليهودي، وقالوا : ماذا سنفعل؟ فهذا الرجل يصنع معجزات كثيرة
48 فإذا تركناه، سيؤمن به الجميع . وسيأتي الرومان ويدمرون هيكلنا وشعبنا .
49 وكان رئيس الكهنة في تلك السنة هو قيافا، وهو واحد منهم . فقال لهم : أنتم لا تعرفون شيئا
50 ولا تدركون أنه لمصلحتنا أن يموت رجل واحد عن الشعب . فهذا أفضل من أن تموت الأمة بكاملها .
51 وكانت هذه نبوة بأن يسوع سيموت عن الأمة . ولم يكن قيافا يعلم ذلك، لكنه تنبأ بذلك لأنه كان رئيس الكهنة في تلك السنة .
52 وليس أن يسوع سيموت عن اليهود فحسب، بل أيضا ليجمع كل أولاد الله المتفرقين في شعب واحد .
53 ومنذ ذلك اليوم، بدأوا يخططون لقتله .
54 فلم يعد يسوع يتنقل بين اليهود علانية، لكنه ذهب إلى بلدة قريبة من البرية تدعى أفرايم، وأقام هناك مع تلاميذه .
55 وكان عيد الفصح اليهودي قد اقترب، فذهب كثيرون من الريف إلى مدينة القدس قبل الفصح ليطهروا أنفسهم .
56 وكانوا يبحثون عن يسوع . وبينما هم واقفون في ساحة الهيكل، أخذوا يتساءلون فيما بينهم : ماذا تظنون؟ ألن يأتي إلى العيد؟
57 وكان كبار الكهنة والفريسيون قد أصدروا أوامرهم بأن على كل من يعرف مكان يسوع أن يبلغ عنه، لكي يقبضوا عليه .

 

 

عطر مريم على قدمي يسوع
1 وقبل ستة أيام من عيد الفصح، ذهب يسوع إلى بيت عنيا . وهي بلدة لعازر الذي أقامه يسوع من الموت .
2 وهناك أعدوا له عشاء، وكانت مرثا تجهز الطعام . وكان لعازر أحد المتكئين مع يسوع .
3 أما مريم فقد أخذت قارورة من العطر الثمين المصنوع من زيت نبات الناردين النقي وسكبته على قدمي يسوع، ثم نشفتهما بشعرها . فامتلأ البيت كله بعبير العطر .
4 فقال أحد تلاميذ يسوع، وهو يهوذا الإسخريوطي الذي سيخونه :
5 لماذا لم يبع هذا العطر بمبلغ كبير من المال يعطى للفقراء؟
6 ولم يقل يهوذا ذلك اهتماما منه بالفقراء، بل لأنه كان سارقا . كان هو الذي يحتفظ بصندوق المال، وكان يختلس كثيرا مما يوضع فيه .
7 فقال يسوع : دعوها وشأنها فمن الحسن أنها احتفظت بهذا العطر لهذا اليوم، يوم الإعداد لدفني .
8 الفقراء سيكونون عندكم دائما، أما أنا فلست معكم دائما .
التآمر على لعازر
9 وعلم جمع كبير من اليهود الذين جاءوا للاحتفال بالفصح أن يسوع في بيت عنيا . فجاءوا لا من أجل يسوع فقط، بل أيضا لكي يروا لعازر الذي أقامه يسوع من الموت .
10 ولهذا بدأ كبار الكهنة يخططون لقتل لعازر أيضا .
11 فبسببه كان كثيرون من اليهود يتركون قادتهم ويؤمنون بيسوع .
يسوع يدخل مدينة القدس
12 وفي اليوم التالي سمع الجمع الكبير الذي جاء إلى عيد الفصح أن يسوع قادم إلى مدينة القدس .
13 فحملوا أغصانا من شجر النخل، وخرجوا لاستقباله . وبدأوا يهتفون : يعيش الملك مبارك هو الآتي باسم الرب . مبارك ملك بني إسرائيل
14 ووجد يسوع حمارا فركبه كما هو مكتوب :
15 لا تخافي يا مدينة صهيون ها إن ملكك آت راكبا على حمار صغير .
16 ولم يفهم التلاميذ أول الأمر ما يحدث، لكنهم تذكروا بعد أن تمجد يسوع أن هذه الأمور مكتوبة عنه، وأنهم تمموها له .
17 وكان هناك جمع من الناس عندما نادى يسوع لعازر من القبر وأقامه من الموت . فكانوا يخبرون الجميع بما حدث .
18 لذلك خرجت جموع الناس للقائه، فقد سمعوا أنه هو الذي صنع تلك المعجزة .
19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض : انظروا إن خطتنا لا تحقق شيئا، فها هو العالم كله يتبعه
الحياة والموت
20 وكان بعض اليونانيين قد ذهبوا إلى مدينة القدس للعبادة في عيد الفصح أيضا .
21 فذهبوا إلى فيلبس، وهو من بلدة بيت صيدا في إقليم الجليل، ورجوه فقالوا : يا سيد، نريد أن نرى يسوع . فجاء فيلبس وأخبر أندراوس .
22 ثم جاء أندراوس وفيلبس وأخبرا يسوع .
23 فقال يسوع : آن الأوان ليتمجد ابن الإنسان .
24 أقول الحق لكم : ينبغي أن تقع حبة القمح على الأرض وتموت، وإلا فإنها تظل حبة وحيدة . لكنها إن وقعت على الأرض وماتت، فإنها تنتج ثمرا كثيرا .
25 من يتعلق بحياته يخسرها، أما الذي لا يتعلق بحياته في هذا العالم فسيحفظها للحياة الأبدية .
26 فليتبعني من يريد أن يخدمني . وحيث أكون أنا، سيكون خادمي أيضا . إن كان أحد يخدمني فسيكرمه الآب .
يسوع ينبئ باقتراب موته
27 الآن تتضايق نفسي، فماذا أقول؟ أأقول نجني أيها الآب من ساعة الألم هذه؟ لكني جئت من أجل هذه الساعة .
28 فمجد اسمك أيها الآب . فجاء من السماء صوت يقول : لقد مجدته، وسأمجده أيضا .
29 وكان هناك جمع من الناس، فسمعوا الصوت، وقال بعضهم : هذا صوت الرعد . وقال آخرون : بل كلمه ملاك
30 فأجابهم يسوع : لم يأت هذا الصوت من أجلي أنا، بل من أجلكم أنتم .
31 الآن هو وقت الحكم على هذا العالم . الآن سيطرد حاكم هذا العالم خارجا .
32 وإذا رفعت عن الأرض، سأجذب الجميع إلي .
33 قال هذا مشيرا إلى الميتة التي سيموتها .
34 فقال له بعضهم : لقد سمعنا من الشريعة أن المسيح سيبقى إلى الأبد، فكيف تقول إنه ينبغي لابن الإنسان أن يرفع؟ إذا أي ابن إنسان هذا؟
35 فقال لهم يسوع : سيبقى النور معكم زمانا قصيرا بعد، فسيروا مادام النور معكم، وقبل أن تدرككم الظلمة . لأن السائر في الظلمة لا يعلم إلى أين يتجه .
36 آمنوا بالنور مادام معكم، فتصيروا أولاد النور . قال يسوع هذا ومضى وتوارى عنهم .
اليهود يرفضون أن يؤمنوا بيسوع
37 صنع يسوع كل هذه المعجزات أمامهم . لكنهم كانوا يرفضون أن يؤمنوا به .
38 فصح فيهم قول النبي إشعياء : يا رب، من الذي صدق رسالتنا، ولمن أظهرت قوة الرب؟
39 ولم يكن بإمكانهم أن يؤمنوا، فإشعياء قال أيضا :
40 لقد أعمى الله عيونهم، وقسى قلوبهم . فلا يقدرون أن يبصروا بعيونهم، ولا أن يفهموا بقلوبهم، لكيلا يرجعوا إلي فأشفيهم .
41 قال إشعياء هذا لأنه رأى مجد يسوع وتحدث عنه .
42 ومع ذلك، كان هناك كثيرون قد آمنوا به من قادة اليهود . لكنهم لم يجاهروا بإيمانهم خوفا من الفريسيين، لأنهم كانوا يخافون أن يحرموا من دخول المجمع .
43 فقد كانوا يحبون إكرام الناس لهم أكثر من إكرام الله .
تعليم يسوع سيحكم على العالم
44 وقال يسوع بصوت مرتفع : من يؤمن بي، فإنه لا يؤمن بي أنا، بل يؤمن بذاك الذي أرسلني .
45 ومن يراني يرى ذاك الذي أرسلني .
46 لقد جئت نورا للعالم، فكل من يؤمن بي لا يبقى في الظلمة .
47 إن سمع أحد كلامي ولم يطعه، فإني لا أحكم عليه . فأنا لم آت لكي أحكم على العالم، بل جئت لأخلص العالم .
48 ومن يرفضني ويرفض أن يقبل كلامي، فهناك ما يحكم عليه : الرسالة التي علمتها هي التي ستحكم عليه في اليوم الأخير .
49 فأنا لم أتكلم من عندي، بل الآب نفسه الذي أرسلني هو الذي أوصاني بما أقول وبما أتكلم .
50 وأنا أعلم أن وصيته تؤدي إلى الحياة الأبدية . فما أتكلم به الآن، إنما أتكلم به كما تكلم به الآب إلي .

 

 

 

يسوع يغسل أقدام التلاميذ
1 كان عيد الفصح قريبا . وكان يسوع يعرف أن الوقت قد حان ليغادر هذا العالم ويذهب إلى الآب . وإذ كان قد أظهر محبته لأولئك الذين كانوا له في العالم، أراد الآن أن يظهرها في أقصاها .
2 كانوا يتعشون، وكان إبليس قد وضع في ذهن يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يخون يسوع .
3 ومع أن يسوع كان يعلم أن الآب قد أعطاه سلطانا على كل شيء ، وأنه جاء من الله وأنه راجع إليه
4 قام عن العشاء، وخلع رداءه . ثم أخذ منشفة وربطها حول خصره .
5 ثم سكب ماء في وعاء للاغتسال . وبدأ يغسل أقدام التلاميذ ويمسحها بالمنشفة المربوطة حول خصره .
6 وعندما جاء إلى سمعان بطرس، قال بطرس ليسوع : هل ستغسل أنت يا رب قدمي؟
7 فأجابه يسوع : أنت لا تفهم الآن ما أفعل، لكنك ستفهم فيما بعد .
8 فقال بطرس : لن تغسل قدمي أبدا فأجابه يسوع : إن لم أغسلك، فلا مكان لك معي .
9 قال له سمعان بطرس : إذا لا تغسل قدمي فقط يا رب، بل يدي ورأسي أيضا
10 فقال يسوع : من استحم فهو طاهر كله، ولا يحتاج أن يغسل إلا قدميه . وأنتم طاهرون، ولكن ليس كلكم .
11 فلأنه عرف الذي سيخونه قال : لستم كلكم طاهرين .
12 ولما انتهى من غسل أقدامهم، لبس رداءه، واتكأ ثانية وقال لهم : هل تفهمون ما فعلته لكم؟
13 أنتم تدعونني معلما وسيدا، وأنتم مصيبون لأنني كذلك .
14 فما دمت وأنا المعلم والسيد قد غسلت أقدامكم، فعليكم أن تغسلوا بعضكم أقدام بعض .
15 لقد أريتكم مثالا لكي تفعلوا للآخرين ما فعلته لكم .
16 أقول الحق لكم : ما من عبد أعظم من سيده، وما من رسول أعظم من الذي أرسله .
17 فما دمتم تعرفون هذه الأشياء، فهنيئا لكم إذا ما عملتم بها .
18 أنا لا أقصدكم جميعا بحديثي هذا، فأنا أعرف الذين اخترتهم . لكن لا بد أن يتحقق ما قاله الكتاب : الذي أكل خبزي انقلب ضدي .
19 ها أنا أخبركم بهذا الآن قبل أن يحدث . وذلك لكي تؤمنوا حين يحدث أني أنا هـو .
20 أقول الحق لكم : من يرحب بمن أرسله، فإنه يرحب بي . ومن يرحب بي، فإنه يرحب بالذي أرسلني .
يسوع ينبئ بأن أحد تلاميذه سيخونه
21 وبعد أن قال يسوع هذا، شعر بضيق شديد وقال بوضوح : أقول الحق لكم : سيخونني واحد منكم .
22 فأخذ تلاميذه يتبادلون النظرات متحيرين في من قصده بكلامه .
23 وكان أحد تلاميذ يسوع متكئا قربه، وهو التلميذ الذي يحبه يسوع .
24 فأشار إليه سمعان بطرس ليسأل يسوع عن المقصود بكلامه .
25 فمال ذلك التلميذ على صدر يسوع وسأله : من هو يا سيد؟
26 فأجابه يسوع : هو الذي أعطيه قطعة الخبز التي أغمسها . فغمس يسوع قطعة الخبز في الطبق، وأخذها وأعطاها ليهوذا بن سمعان الإسخريوطي .
27 وبعد أن أكل يهوذا قطعة الخبز، دخله الشيطان . فقال يسوع ليهوذا : أسرع فافعل ما ستفعله .
28 ولم يفهم أحد من المتكئين لماذا قال يسوع هذا له .
29 فقد كان صندوق المال مع يهوذا، فظن بعضهم أن يسوع قال له : اشتر ما نحتاج إليه للعيد . أو ظنوا أنه طلب منهم أن يعطي شيئا للفقراء .
30 وهكذا أكل يهوذا قطعة الخبز وخرج فورا . وكان الوقت ليلا .
يسوع يتحدث عن موته
31 وبعد أن غادر يهوذا، قال يسوع : الآن تمجد ابن الإنسان، وتمجد الله فيه .
32 ومادام الله قد تمجد فيه، فسيمجده الله في ذاته، وسيفعل ذلك سريعا .
33 يا أبنائي، سأبقى معكم فترة قصيرة بعد، وستبحثون عني . وما قلته لليهود أقوله الآن لكم : لا تستطيعون أن تأتوا إلى حيث أنا ذاهب .
34 لهذا ها أنا أعطيكم وصية جديدة، وهي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا .
35 أظهروا محبة بعضكم لبعض . فبهذا سيعرف الجميع أنكم تلاميذي .
يسوع ينبئ بإنكار بطرس له
36 فقال له سمعان بطرس : إلى أين أنت ذاهب يا رب؟ فأجابه يسوع : لا تقدر أن تتبعني الآن إلى حيث أنا ذاهب، لكنك ستتبعني فيما بعد .
37 فقال له بطرس : لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن يا رب؟ فأنا مستعد أن أضحي بحياتي من أجلك
38 أجاب يسوع : هل أنت مستعد حقا أن تضحي بحياتك من أجلي؟ أقول لك الحق : قبل أن يصيح الديك، ستكون قد أنكرتني ثلاث مرات

 

 

يسوع يشجع تلاميذه
1 لا ينبغي أن تضطرب قلوبكم . آمنوا بالله دائما وآمنوا بي .
2 في بيت أبي غرف كثيرة . ولو لم يكن الأمر كذلك، لأخبرتكم . أنا ذاهب إلى هناك لأهيئ مكانا لكم .
3 وبعد أن أذهب وأهيئ لكم المكان، سآتي ثانية وآخذكم، حتى تكونوا معي حيث أكون .
4 أنتم تعرفون الطريق إلى حيث أنا ذاهب .
5 فقال له توما : نحن لا نعرف إلى أين أنت ذاهب يا رب فكيف يمكننا أن نعرف الطريق؟
6 فقال له يسوع : أنا هو الطريق والحق والحياة . لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي .
7 لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضا . ومنذ الآن أنتم تعرفونه وقد رأيتموه .
8 فقال له فيلبس : يا رب، أرنا الآب، وهذا يكفينا .
9 فقال له يسوع : أمضيت معكم كل هذه المدة الطويلة، ومازلت لا تعرفني يا فيلبس؟ من رآني فقد رأى الآب أيضا، فكيف تقول : ’ أرنا الآب ؟
10 ألا تؤمن أني أنا في الآب وأن الآب في؟ ما أكلمكم به لا أتكلم به من عندي، فالآب الذي يحيا في هو يعمل أعماله .
11 صدقوني حين أقول إني أنا في الآب وإن الآب في، وإلا فصدقوني بناء على الأعمال نفسها .
12 أقول الحق لكم : من يؤمن بي، سيعمل أيضا الأعمال التي أعملها أنا، بل وسيعمل أعظم منها لأني ذاهب إلى الآب .
13 وسأفعل لكم كل ما تطلبونه باسمي، لكي يتمجد الآب بالابن .
14 إن طلبتم مني شيئا باسمي، فإني سأفعله .
الوعد بالروح القدس
15 إن كنتم تحبونني فستطيعون وصاياي .
16 وسأطلب من الآب، وسيعطيكم معينا آخر ليظل معكم إلى الأبد .
17 هو روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه . أما أنتم فتعرفونه لأنه يحيا معكم وسيكون فيكم .
18 لن أترككم مثل اليتامى، فأنا آت إليكم .
19 بعد قليل لن يعود العالم يراني، أما أنتم فسترونني وستحيون لأني أنا أحيا .
20 في ذلك اليوم، ستعرفون أني أنا في الآب، وأنكم أنتم في، وأني أنا فيكم .
21 من يقبل وصاياي ويطيعها، فهو الذي يحبني . ومن يحبني سيحبه أبي، وأنا أيضا سأحبه وسأعلن له ذاتي .
22 فقال له يهوذا، وهو غير يهوذا الإسخريوطي : يا رب، لماذا تنوي أن تظهر نفسك لنا نحن وليس للعالم؟
23 أجابه يسوع : إن أحبني أحد، فسيحفظ كلامي، وسيحبه أبي، وسنأتي إليه، ونسكن معه .
24 من لا يحبني، لا يطيع كلامي . الكلام الذي تسمعونه ليس مني، لكنه من الآب الذي أرسلني .
25 حدثتكم بهذه الأمور وأنا بعد معكم .
26 لكن المعين، الروح القدس الذي سيرسله الآب إليكم باسمي، هو سيعلمكم كل شيء، وسيذكركم بكل ما قلته لكم .
27 أترك لكم سلاما . أعطيكم سلامي أنا . لا أعطيكم سلاما كالذي يعطيه العالم . فلا تضطرب قلوبكم أو تجبن .
28 سمعتموني أقول لكم إني ذاهب ثم إني آت إليكم ثانية . إن كنتم تحبونني افرحوا لأني ذاهب إلى الآب، فالآب أعظم مني .
29 ها أنا قد أخبرتكم الآن قبل أن يحدث هذا، وذلك لكي تؤمنوا حين يحدث .
30 لن أطيل الكلام معكم الآن، لأن الذي يسود على هذا العالم آت، ولكن ليس له قوة علي .
31 لكن هذه الأمور تحدث لكي يعرف العالم أني أحب الآب، وأني أفعل تماما كما أوصاني . انهضوا الآن ولننطلق من هنا .

 

 

 

الأغصان المثمرة
1 وقال يسوع : أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام .
2 وهو يقطع كل غصن في لا ينتج ثمرا، وينقي كل غصن مثمر لكي ينتج ثمرا أكثر .
3 أنتم الآن أنقياء بسبب التعليم الذي أعطيته لكم .
4 اثبتوا في وأنا سأثبت فيكم . لا يستطيع الغصن أن ينتج ثمرا وحده، إلا إذا ثبت في ساق الكرمة . كذلك أنتم لا تستطيعون أن تنتجوا ثمرا إلا إذا ثبتم في .
5 أنا الكرمة، وأنتم الأغصان . فمن يثبت في وأثبت أنا فيه، ينتج ثمرا كثيرا . فأنتم لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا بدوني .
6 ومن لا يثبت في، فإنه يرمى كالغصن وييبس . ثم تجمع الأغصان اليابسة وتلقى في النار وتحترق .
7 اثبتوا في، وليثبت كلامي فيكم . فعند ذلك، اطلبوا ما تريدون وستنالونه .
8 أنتجوا ثمرا كثيرا مبرهنين أنكم تلاميذي . فبهذا يتمجد أبي .
9 كما أحبني الآب أحببتكم أنا أيضا، فاثبتوا في محبتي .
10 إن أطعتم وصاياي ستثبتون في محبتي . فأنا أيضا أطيع وصايا الآب وأثبت في محبته .
11 أقول لكم هذه الأمور لكي يثبت فرحي فيكم، ولكي يكون فرحكم تاما .
12 وهذه هي وصيتي لكم : أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا .
13 أعظم محبة هي محبة من يضحي بنفسه من أجل أحبائه .
14 وأنتم أحبائي إن أطعتم ما أوصيكم به .
15 لا أسميكم عبيدا الآن، فالعبد لا يعرف ما الذي يفعله سيده . بل أسميكم أحباء، لأنني قد أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي .
16 لستم أنتم الذين اخترتموني، بل أنا اخترتكم وعينتكم لكي تذهبوا وتنتجوا ثمرا، ويدوم ثمركم . حينئذ يعطيكم الآب أي شيء تطلبونه باسمي .
17 هذا هو ما أوصيكم به : أن تحبوا بعضكم بعضا .
يسوع ينبه تلاميذه
18 وقال يسوع : إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبلكم .
19 لو كنتم تنتمون إلى العالم، لكان العالم يحبكم كما يحب أهله . أما أنتم فلا تنتمون إلى العالم، فأنا اخترتكم من العالم، لهذا يبغضكم العالم .
20 تذكروا ما قلته لكم : ’ ما من عبد أعظم من سيده .‘ إن أساء الناس إلي، فسيسيئون إليكم أيضا . وإن أطاعوا تعليمي فسيطيعون تعليمكم أيضا .
21 سيفعلون ذلك كله بسبب اسمي، لأنهم لا يعرفون ذاك الذي أرسلني .
22 ولو لم آت وأكلمهم، لما كانوا مذنبين . أما الآن فلا عذر لهم على خطيتهم .
23 من يبغضني فهو يبغض أبي أيضا .
24 ولو لم أعمل بينهم أعمالا لم يعملها أحد قبلي، لما كان عليهم ذنب .
25 لكن هذا حدث لكي يتحقق ما كتب في شريعتهم : أبغضوني بلا سبب .
26 وعندما يأتي المعين الذي سأرسله من عند الآب، روح الحق الذي يخرج من الآب، فهو سيشهد لي .
27 وأنتم أيضا ستشهدون لي، لأنكم كنتم معي منذ البداية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1 ها أنا أخبركم بهذه الأمور لئلا يهتز إيمانكم .
2 سيحرمونكم من دخول المجامع . بل سيأتي وقت يظن فيه كل من يقتل واحدا منكم أنه يقدم عبادة لله .
3 سيفعلون مثل هذه الأشياء بكم لأنهم لا يعرفون الآب ولا يعرفونني .
4 لكني أخبركم بهذا حتى تتذكروا حين يأتي وقتهم أنني حدثتكم عنهم . لم أخبركم بهذه الأمور في البداية لأني كنت معكم .
عمل الروح القدس
5 أما الآن فإني ذاهب إلى الذي أرسلني . ولم يسألني أحد منكم الآن : إلى أين أنت ذاهب؟
6 بل يملأ الحزن قلوبكم لأني أخبرتكم بهذه الأمور .
7 لكني أقول الحق لكم : إن ذهابي سيكون لخيركم . لأن المعين لن يأتيكم ما لم أذهب . أما إذا ذهبت، فسأرسله إليكم .
8 وحين يأتي فإنه سيقنع العالم بحقيقة الخطية والبر والدينونة .
9 سيقنع العالم بخطيتهم، لأنهم لا يؤمنون بي .
10 وسيقنع العالم ببري، لأني ذاهب إلى الآب، ولن تعودوا ترونني .
11 وسيقنع العالم بالدينونة، لأن الشيطان الذي يحكم هذا العالم قد أدين بالفعل .
12 مازال عندي كثير لأقوله لكم، لكنكم لا تقدرون أن تحتملوا سماعه الآن .
13 لكن حين يأتي روح الحق فسيقودكم إلى كل الحق . لأنه لن يتكلم من عنده، بل سيتكلم بكل ما يسمع، وسيعلن لكم ما هو آت .
14 وسيمجدني، لأنه سيعلن لكم كل ما يأخذه مني .
15 كل ما يملكه الآب هو لي . لهذا قلت إنه سيعلن لكم كل ما يأخذه مني .
الحزن يتحول إلى فرح
16 ثم قال : بعد قليل لن تعودوا ترونني، ثم بعد ذلك بقليل سترونني ثانية
17 فقال بعض تلاميذه أحدهم للآخر : ما معنى هذا الذي يقوله لنا : بعد قليل لن تعودوا ترونني، ثم بعد ذلك بقليل سترونني ثانية؟ وماذا يقصد بقوله : لأني ذاهب إلى الآب؟
18 وقالوا : وما هو هذا الوقت القليل الذي يتحدث عنه؟
19 فعرف يسوع أن لديهم أسئلة يريدون طرحها، فقال لهم : هل تتساءلون عن معنى قولي : بعد قليل لن تعودوا ترونني، ثم بعد ذلك بقليل سترونني ثانية؟
20 أقول الحق لكم : أنتم ستبكون وتنوحون ، أما العالم فسيبتهج . أنتم ستحزنون ، غير أن حزنكم سيتحول إلى فرح .
21 تكون المرأة حزينة وهي تلد، لأن وقت ألمها قد حان . لكن حين يولد الطفل، فإنها تنسى الألم بسبب فرحها، لأن طفلا ولد في هذا العالم .
22 وهذا هو حالكم الآن . فأنتم حزانى، لكني سأراكم ثانية، وستفرح قلوبكم . ولن يقدر أحد أن يسلب منكم فرحكم .
23 في ذلك اليوم، لن تسألوني أية أسئلة أخرى . أقول الحق لكم : مهما طلبتم من الآب باسمي، فإنه سيعطيكم .
24 إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي . اطلبوا وستنالون، لكي يكون فرحكم كاملا .
الانتصار على العالم
25 كلمتكم بهذه الأمور مستخدما أمثلة رمزية . ولكن يأتي وقت لا أعود فيه أستخدم أمثلة في كلامي معكم، بل سأتحدث إليكم عن الآب بكلام واضح .
26 في ذلك اليوم ستطلبون من الآب باسمي، ولا أقول إني سأطلب من الآب لكم .
27 فالآب نفسه يحبكم، لأنكم قد أحببتموني وآمنتم بأني جئت من الله .
28 جئت من الآب، وأتيت إلى هذا العالم . والآن أغادر العالم ذاهبا إلى الآب .
29 فقال تلاميذه : ها أنت تتكلم بوضوح ولا تستخدم أمثلة .
30 ونحن نعرف الآن أنك تعلم كل شيء، وأنك تجيب عن سؤال أي إنسان حتى قبل أن يسأل، لهذا نؤمن أنك جئت من الله .
31 فأجابهم يسوع : هل آمنتم أخيرا؟
32 اسمعوا إذا، يأتي وقت، وها قد أتى بالفعل، حين تتفرقون ويعود كل واحد منكم إلى بيته وتتركونني وحدي . لكني لا أكون أبدا وحدي، لأن الآب معي .
33 أخبرتكم بهذا لكي يكون لكم سلام من خلالي . ستواجهون ضيقا في العالم، لكن تشجعوا فأنا قد انتصرت على العالم .

 

 

 

صلاة يسوع من أجل التلاميذ
1 وبعد أن قال يسوع هذا، رفع عينيه إلى السماء وقال : أيها الآب، قد آن الأوان . مجد ابنك فيمجدك ابنك أيضا .
2 فقد أعطيت الإبن سلطانا على كل البشر، ليعطي الحياة الأبدية لكل إنسان وهبته له .
3 والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الله الحقيقي وحدك، وأن يعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته .
4 أنا مجدتك على الأرض، فقد أنجزت العمل الذي كلفتني به .
5 فمجدني عندك أيها الآب بالمجد الذي كان لي معك قبل وجود العالم .
6 أنا جعلت اسمك معروفا لأولئك الذين وهبتهم لي من العالم . كانوا لك، فوهبتهم لي . وهم يطيعون تعليمك .
7 والآن هم يعلمون أن كل ما وهبتني إياه هو منك .
8 فأنا كلمتهم بالكلام الذي أعطيته لي، فقبلوه وأدركوا أنني جئت حقا من عندك، وآمنوا أنك أنت أرسلتني .
9 وأنا أصلي من أجلهم هم . لا أصلي من أجل العالم، بل من أجل الذين وهبتهم لي،لأنهم لك .
10 كل ما لي هو لك، وكل ما لك هو لي . وأنا تمجدت من خلالهم .
11 لن أبقى أنا بعد في العالم، فأنا عائد إليك، بينما هم في العالم . أيها الآب القدوس، احفظهم بقوة اسمك الذي أعطيته لي، لكي يكونوا واحدا، كما أنت وأنا واحد .
12 حين كنت أنا معهم، حفظتهم بقوة اسمك الذي أعطيته لي . ولم يهلك منهم أحد سوى ابن الهلاك، لكي يتحقق المكتوب .
13 والآن ها أنا راجع إليك . لكني أطلب هذا وأنا بعد في العالم، لكي يختبروا كامل فرحي في قلوبهم .
14 أنا أعطيتهم رسالتك، لكن العالم أبغضهم لأنهم لا ينتمون إلى العالم، كما أني أنا لا أنتمي إلى العالم أيضا .
15 لا أطلب أن تأخذهم من العالم، بل أن تحفظهم سالمين من الشرير .
16 هم لا ينتمون إلى العالم، كما أني أنا لا أنتمي إلى العالم .
17 خصصهم لك من خلال الحق . تعليمك هو الحق .
18 وكما أرسلتني إلى العالم، فإنني أرسلهم إلى العالم .
19 وأنا أخصص نفسي لك من أجلهم، لكي يكونوا هم أيضا مخصصين لك .
صلاة يسوع من أجل الذين سيؤمنون به
20 لكني لا أصلي من أجلهم هم فقط، بل أيضا من أجل الذين سيؤمنون بي بسبب تعليمهم .
21 أطلب أن يكونوا واحدا، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، فليكونوا هم أيضا فينا، لكي يؤمن العالم بأنك أرسلتني .
22 فأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيته لي، ليكونوا واحدا، كما أنت وأنا واحد .
23 وسأكون أنا فيهم وأنت في، لكي تبلغ وحدتهم كمالها . وبهذا سيعرف العالم أنك أرسلتني، وأنك أحببتهم تماما كما أحببتني .
24 أيها الآب، أريد أن يكون هؤلاء الذين وهبتهم لي معي حيث أكون . لأني أريدهم أن يروا مجدي، المجد الذي أعطيتني إياه لأنك أحببتني قبل أن يخلق العالم .
25 أيها الآب البار، هذا العالم لا يعرفك، أما أنا فأعرفك . وأتباعي هؤلاء يعرفون أنك أرسلتني .
26 أنا عرفتهم باسمك، وسأعرفهم به دائما، لكي تكون فيهم المحبة التي بها تحبني، وأكون أنا فيهم أيضا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القبض على يسوع
1 بعد أن قال يسوع هذا، خرج هو وتلاميذه وعبر وادي قدرون . وكان هناك حقل زيتون، فدخله هو وتلاميذه .
2 وكان يهوذا الذي خانه يعرف المكان أيضا، فقد كان يسوع يجتمع كثيرا مع تلاميذه هناك .
3 فأخذ يهوذا إلى ذلك المكان عددا من الجنود الرومان وحراس الهيكل، كان قد أرسلهم كبار الكهنة والفريسيون . وكانوا يحملون مصابيح ومشاعل وأسلحة .
4 وكان يسوع يعلم كل ما سيحدث له . فتقدم وقال لهم : عمن تبحثون؟ أجابوه : عن يسوع الناصري . فقال لهم : أنا هو
5 وكان يهوذا الذي خان يسوع واقفا هناك معهم .
6 فلما قال يسوع : أنا هو، تراجعوا وسقطوا على الأرض .
7 فسألهم يسوع ثانية : عمن تبحثون؟ فقالوا : عن يسوع الناصري .
8 فأجاب يسوع : قلت لكم إني هو . فما دمتم تريدونني أنا، دعوا هؤلاء الرجال وشأنهم .
9 قال هذا لكي يتحقق ما سبق أن قاله : لم أفقد أحدا من أولئك الذين وهبتهم لي .
10 وكان مع سمعان بطرس سيف، فاستله وضرب به خادم رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى . وكان اسم الخادم ملخس .
11 فقال يسوع لبطرس : أرجع سيفك إلى غمده . أتريدني أن لا أشرب كأس الآلام التي أعطاها الآب لي؟
12 ثم قبض الجنود وقائدهم وحراس الهيكل على يسوع وقيدوه
13 وأخذوه إلى حنان أولا . لأن حنان هو حمو قيافا رئيس الكهنة في تلك السنة .
14 وقيافا هو الذي كان قد نصح قادة اليهود بأنه من الأفضل أن يموت رجل واحد عن الشعب .
بطرس ينكر يسوع
15 وكان سمعان بطرس وتلميذ آخر يتبعان يسوع . وكان هذا التلميذ الآخر معروفا لدى رئيس الكهنة فدخل مع يسوع إلى فناء دار رئيس الكهنة .
16 أما بطرس فبقي خارجا قرب البوابة . فخرج التلميذ الآخر المعروف لدى رئيس الكهنة وكلم الفتاة المسؤولة عن البوابة، وأدخل بطرس معه .
17 فقالت الفتاة لبطرس : ألست أنت أيضا من أتباع هذا الرجل؟ فقال بطرس : لا، لست كذلك
18 وكان الخدام والحراس قد أشعلوا نارا ووقفوا حولها يتدفأون، لأن الطقس كان باردا . وكان بطرس واقفا يتدفأ معهم .
حنان يستجوب يسوع
19 فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه .
20 فأجابه يسوع : كنت أكلم الجميع علنا، وعلمت دائما في المجامع وفي ساحة الهيكل حيث يجتمع كل اليهود . ولم أقل شيئا في الخفاء .
21 فلماذا تسألني؟ اسأل الذين سمعوا ما قلته لهم، فهم يعرفون بالتأكيد ما كنت أقوله
22 فلما قال هذا، صفعه واحد من الحراس الواقفين هناك وقال له : كيف تجرؤ على مخاطبة رئيس الكهنة بهذه الطريقة؟
23 فأجابه يسوع : إن كنت قد أخطأت في شيء قلته، فبين الخطأ أمام الجميع . أما إن أصبت، فلماذا تضربني؟
24 بعد ذلك، أرسله حنان مقيدا إلى قيافا رئيس الكهنة الحالي .
بطرس ينكر يسوع ثانية
25 وكان سمعان بطرس لا يزال واقفا يتدفأ، فسأله الواقفون معه : ألست أنت أيضا من أتباعه؟ لكنه أنكر وقال : لا، لست كذلك
26 وكانت هناك إحدى خادمات رئيس الكهنة، وهي من أقارب الرجل الذي قطع بطرس أذنه، فقالت لبطرس : ألم أرك معه في الحقل؟
27 فأنكر بطرس مرة أخرى، وصاح الديك بعد ذلك فورا .
بيلاطس يستجوب يسوع
28 وفي الصباح الباكر ساقوا يسوع من بيت قيافا إلى قصر الوالي . لكن اليهود لم يشاءوا أن يدخلوا دار الوالي، لأنهم إن دخلوا سيتنجسون ولن يستطيعوا أن يأكلوا طعام الفصح .
29 فخرج بيلاطس إليهم وقال : بماذا تتهمون هذا الإنسان؟
30 فأجابوه : لو لم يكن هذا مجرما، لما سلمناه إليك
31 فقال لهم بيلاطس : خذوه أنتم، واحكموا عليه حسب شريعتكم . فقال له اليهود : غير مسموح لنا بأن نقتل أحدا .
32 حدث هذا لكي يتحقق قول يسوع حين أشار إلى الميتة التي سيموتها .
33 فرجع بيلاطس إلى داخل قصره . ثم استدعى يسوع وقال له : أأنت ملك اليهود؟
34 أجاب يسوع : أمن عندك تقول هذا، أم أن آخرين أخبروك عني؟
35 أجاب بيلاطس : أتحسبني يهوديا؟ شعبك وكبار الكهنة هم الذين سلموك إلي، فماذا فعلت؟
36 أجاب يسوع : مملكتي لا تنتمي إلى هذا العالم . لو كانت مملكتي تنتمي إلى هذا العالم، لكان أتباعي يحاربون ليمنعوا تسليمي إلى اليهود . لكن مملكتي ليست من هنا .
37 فقال له بيلاطس : فأنت ملك إذن؟ فأجاب يسوع : أنت تقول إني ملك . لقد ولدت من أجل هدف، وجئت إلى هذا العالم من أجل هدف هو أن أشهد للحق . فكل من هو إلى جانب الحق، يصغي إلى صوتي .
38 فسأله بيلاطس : وما هو الحق؟ ولما قال هذا، خرج ثانية إلى اليهود وقال لهم : لا أجد ما أتهمه به
39 ولقد اعتدتم أن أخلي لكم سبيل أحد السجناء في عيد الفصح . فهل تريدون أن أخلي سبيل ملك اليهود؟
40 فصرخوا ثانية : لا ليس هذا بل أخل سبيل باراباس وكان باراباس مجرما

 

 

 

1 فأمر بيلاطس بأن يؤخذ يسوع ويجلد .
2 فصنع الجنود تاجا من الشوك ووضعوه على رأسه، ثم ألبسوه رداء أرجواني اللون . .
3 وكانوا يأتون إليه ويقولون : نحييك يا ملك اليهود وكانوا يصفعونه .
4 ثم خرج بيلاطس ثانية وقال لهم : ها أنا أخرجه إليكم لكي تعلموا أني لا أجد ما أتهمه به .
5 فخرج يسوع لابسا تاج الشوك والرداء الأرجواني . فقال لهم بيلاطس : ها هو الرجل
6 فلما رآه كبار الكهنة وحراس الهيكل، صرخوا : اصلبه اصلبه فقال لهم بيلاطس : أنتم خذوه واصلبوه فأنا لا أجد ما أتهمه به .
7 فأجابه اليهود : لدينا شريعة، ووفق شريعتنا ينبغي أن يموت هذا، لأنه ادعى أنه ابن الله
8 فلما سمع بيلاطس هذا خاف كثيرا .
9 فدخل إلى قصر الوالي ثانية وقال ليسوع : من أين أنت؟ لكن يسوع لم يجبه .
10 فقال له بيلاطس : أترفض أن تكلمني؟ ألا تعلم أنني أملك سلطة لإخلاء سبيلك، وسلطة لصلبك؟
11 أجابه يسوع : ما كنت لتملك أية سلطة علي لو لم يعطك إياها الله . لذلك فإن خطية الرجل الذي سلمني إليك أعظم من خطيتك .
12 بعد ذلك بدأ بيلاطس يحاول أن يجد طريقة لإطلاق يسوع . لكن اليهود صرخوا : إن أطلقته، فلست مواليا للقيصر فكل من يقول إنه ملك هو عدو للقيصر .
13 فلما سمع بيلاطس هذا الكلام، أخرج يسوع، ثم جلس على كرسي القضاء في مكان يدعى البلاط وبالآرامية جباتا .
14 وكان ذلك ظهر يوم الجمعة، يوم الاستعداد للفصح . فقال بيلاطس لليهود : ها هو ملككم
15 فصرخوا : أبعده عنا أبعده اصلبه فقال لهم بيلاطس : هل أصلب ملككم؟ فأجابه كبار الكهنة : ليس لنا ملك سوى القيصر
16 حينئذ سلمه بيلاطس إليهم لكي يصلب . فأخذ الجنود يسوع .
يسوع على الصليب
17 فمضى حاملا صليبه إلى مكان يدعى مكان الجمجمة، وبالآرامية جلجثة .
18 فصلبوه هناك، وصلبوا معه رجلين آخرين . فكان أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، ويسوع في الوسط .
19 وكتب بيلاطس لافتة تقول : يسوع الناصري، ملك اليهود . وعلقها على الصليب .
20 فقرأها كثيرون من اليهود، لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قرب المدينة . وكانت اللافتة مكتوبة بالعبرية واللاتينية واليونانية .
21 فقال كبار كهنة اليهود لبيلاطس : لا تكتب ملك اليهود، بل اكتب : قال هذا الرجل : أنا ملك اليهود .
22 فأجاب بيلاطس : فات الأوان، فقد كتبت ما كتبت .
23 وكان الجنود، بعد أن صلبوا يسوع، قد أخذوا ثيابه وقسموها إلى أربعة أقسام . وأخذ كل جندي قسما منها . وأخذوا أيضا قميصه الطويل، لكن القميص كان قطعة واحدة منسوجة بغير خياطة من الأعلى إلى الأسفل .
24 فقال بعضهم لبعض : لا نمزق هذا القميص، بل نجري عليه قرعة لنرى لمن يكون . حدث هذا لكي يتحقق قول الكتاب : اقتسموا ثيابي فيما بينهم، وعلى قميصي ألقوا قرعة . وهذا ما فعله الجنود .
25 وكانت أم يسوع وأختها، ومريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية واقفات عند الصليب .
26 فرأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفين هناك . فقال لأمه : يا سيدة، ها هو ابنك .
27 ثم قال للتلميذ : ها هي أمك . فأخذها ذلك التلميذ لتعيش في بيته منذ ذلك الوقت .
موت يسوع
28 وإذ رأى يسوع أن كل شيء قد تم، قال : أنا عطشان لكي يتحقق ما هو مكتوب .
29 وكان هناك إناء مملوء بالخل . فغمسوا إسفنجة في الخل ورفعوها على ساق نبتة زوفا، ووضعوها على فم يسوع .
30 فلما ذاق يسوع الخل، قال : قد تم . ثم حنى رأسه ومات .
31 حدث ذلك يوم الاستعداد للسبت، فطلب اليهود من بيلاطس أن يأمر بكسر سيقان المصلوبين وإنزال أجسادهم عن الصلبان، لكي لا تبقى الأجساد على الصلبان يوم السبت . فقد كان ذلك السبت يوما مهما جدا .
32 فجاء الجنود وكسروا ساقي الرجلين المصلوبين مع يسوع .
33 أما يسوع فلم يكسروا ساقيه، لأنهم لما جاءوا إليه وجدوا أنه قد مات .
34 لكن واحدا من الجنود طعن جنبه برمحه، فتدفق منه على الفور دم وماء .
35 ومن رأى ذلك يشهد، وشهادته صادقة، وهو يعرف أنه يقول الصدق، لكي تؤمنوا أنتم أيضا .
36 وقد حدث هذا لكي يتحقق قول الكتاب : لا يكسر عظم واحد من عظامه .
37 وقوله في موضع آخر : سينظر الناس إلى ذاك الذي طعنوه .
دفن يسوع
38 بعد ذلك جاء رجل اسمه يوسف الرامي، وطلب إذنا من بيلاطس كي ينزل جسد يسوع عن الصليب ويأخذه . وكان يوسف من أتباع يسوع في الخفاء، فقد كان يخشى اليهود فأذن له بيلاطس بذلك . فجاء يوسف وأنزل الجسد عن الصليب .
39 كما جاء أيضا نيقوديموس، وهو الذي كان قد جاء إلى يسوع ليلا، وكان يحمل خليطا من خلاصة نباتي المر والصبر يزن نحو خمسة وثلاثين كيلو غراما
40 فأخذا جسد يسوع ولفاه بالأكفان مع الأطياب، حسب عادات الدفن اليهودية .
41 وكان هناك بستان في المكان الذي صلب فيه يسوع . وكان في البستان قبر جديد لم يدفن فيه أحد من قبل .
42 فوضعا يسوع هناك لأنه كان يوم استعداد اليهود للسبت، ولأن القبر كان قريبا .

 

 

قيامة يسوع
1 وفي صباح يوم الأحد، أول أيام الأسبوع، ذهبت مريم المجدلية إلى القبر . وكان الظلام ما زال مخيما . فرأت أن الصخرة قد أزيحت عن باب القبر .
2 فذهبت مسرعة إلى سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما : لقد أخذوا السيد من القبر، ولا ندري أين وضعوه
3 فانطلق بطرس والتلميذ الآخر إلى القبر .
4 كانا يركضان معا، لكن التلميذ الآخر كان أسرع من بطرس، فوصل إلى القبر أولا .
5 فانحنى لينظر، فرأى الأكفان موضوعة هناك، لكنه لم يدخل .
6 ثم وصل سمعان بطرس الذي كان وراءه، ودخل إلى القبر . فرأى الأكفان موضوعة هناك
7 ورأى أن المنديل الذي كان قد وضع على رأس يسوع لم يكن مع الأكفان، بل كان مطويا في مكان منفصل .
8 ثم دخل التلميذ الآخر الذي وصل إلى القبر أولا، فرأى وآمن .
9 فالتلاميذ لم يكونوا قد فهموا بعد قول الكتاب عن أن يسوع لا بد أن يقوم من الموت .
10 ثم عاد التلميذان إلى حيث يقيمان .
يسوع يظهر لمريم المجدلية
11 وكانت مريم المجدلية مازالت واقفة خارج القبر تبكي . وفيما هي تبكي انحنت لتنظر داخل القبر .
12 فرأت ملاكين في ثياب بيضاء جالسين حيث كان جسد يسوع موضوعا . أحدهما عند موضع الرأس والآخر عند موضع القدمين .
13 فقالا لها : لماذا تبكين يا امرأة؟ فقالت لهما : لقد أخذوا سيدي، ولا أدري أين وضعوه
14 وعندما قالت هذا، نظرت خلفها فرأت يسوع واقفا . غير أنها لم تدرك أنه يسوع .
15 فقال لها يسوع : لماذا تبكين يا امرأة؟ عمن تبحثين؟ فظنته البستاني، فقالت له : يا سيد، إن كنت أنت من أخذه، فقل لي أين وضعته فأذهب وآخذه .
16 فقال لها يسوع : يا مريم فاستدارت وقالت له باللغة الآرامية : رباني أي يا معلمي العظيم
17 فقال لها يسوع : لا تتمسكي بي، فأنا لم أصعد بعد إلى الآب . لكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم : إني سأصعد إلى أبي وأبيكم، وإلى إلهي وإلهكم .
18 فذهبت مريم المجدلية وقالت للتلاميذ : قد رأيت الرب وأخبرتهم بما قاله لها .
يسوع يظهر لعشرة من تلاميذه
19 وفي مساء ذلك اليوم، أول أيام الأسبوع، كان التلاميذ قد اختبأوا في مكان مغلق الأبواب خوفا من اليهود . فجاء يسوع ووقف أمامهم وقال : السلام معكم .
20 وبعد أن قال هذا، أراهم يديه وجنبه . ففرح التلاميذ حين رأوا الرب .
21 فقال لهم يسوع ثانية : السلام معكم . كما أرسلني الآب، فإني أنا أرسلكم الآن .
22 وبعد أن قال هذا، نفخ عليهم وقال لهم : اقبلوا الروح القدس .
23 إن غفرتم خطايا الناس، تغفر لهم . وإن لم تغفروا خطاياهم، تبقى غير مغفورة .
يسوع يظهر لتوما
24 لكن توما لم يكن معهم حين جاء يسوع . وتوما هو واحد من التلاميذ الاثني عشر ويعني اسمه التوأم .
25 فكان التلاميذ الآخرون يقولون له : لقد رأينا الرب لكنه قال لهم : لا أصدق ذلك إلا إذا رأيت آثار المسامير في يديه، ووضعت إصبعي في آثار المسامير، ويدي في جنبه
26 وبعد ثمانية أيام كان تلاميذ يسوع مجتمعين معا مرة أخرى في الداخل، وكان توما معهم . فجاء يسوع مع أن الأبواب كانت مغلقة . فوقف أمامهم وقال : السلام معكم .
27 ثم قال لتوما : تعال وضع إصبعك هنا وانظر إلى يدي، وضع يدك في جنبي . كفاك شكا وآمن .
28 فقال توما : ربي وإلهي
29 فقال له يسوع : هل تؤمن يا توما لأنك رأيتني؟ هنيئا للذين يؤمنون دون أن يروا .
الهدف من هذا الكتاب
30 كما صنع يسوع معجزات أخرى كثيرة أمام تلاميذه . لكنها لم تدون في هذا الكتاب .
31 أما هذه المعجزات فقد دونت لكي تؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ابن الله، فتنالوا بالإيمان حياة باسمه .

 

 

 

يسوع يظهر لسبعة من تلاميذه
1 بعد ذلك ظهر يسوع للتلاميذ عند بحيرة طبرية . وكان ذلك على هذا النحو :
2 كان سمعان بطرس وتوما الذي يعني اسمه التوأم، ونثنائيل الذي من بلدة قانا في إقليم الجليل، وابنا زبدي وتلميذان آخران من تلاميذ يسوع معا .
3 فقال لهم سمعان بطرس : أنا ذاهب لاصطياد السمك . فقالوا له : ونحن ذاهبون معك . فخرجوا وركبوا القارب، لكنهم لم يصطادوا شيئا في تلك الليلة .
4 وفي الصباح، وقف يسوع على الشاطئ . غير أن التلاميذ لم يعرفوا أنه يسوع .
5 فسألهم يسوع : هل لديكم طعام يا فتية؟ فأجابوه : لا .
6 فقال لهم : ألقوا الشبكة إلى الجانب الأيمن من القارب تجدوا سمكا . فألقوها، لكنهم عجزوا عن جذبها لكثرة السمك فيها .
7 فقال التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس : إنه الرب وكان سمعان قد خلع بعض ثيابه للعمل، فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، شد ثوبه حوله فورا وقفز إلى الماء .
8 أما التلاميذ الآخرون فجاءوا إلى الشاطئ في القارب وهم يجرون الشبكة المملوءة بالسمك، إذ لم يكونوا بعيدين عن البر أكثر من مئة متر .
9 وعندما وصلوا إلى الشاطئ، رأوا هناك جمرا وسمكة تشوى على الجمر وخبزا أيضا .
10 فقال لهم يسوع : أحضروا من السمك الذي اصطدتموه .
11 فصعد سمعان بطرس إلى القارب وجذب الشبكة إلى الشاطئ . وكانت الشبكة مملوءة بالسمك الكبير، حتى إن عدد الأسماك كان مئة وثلاثا وخمسين سمكة . ومع ذلك، فإن الشبكة لم تتمزق .
12 فقال لهم يسوع : تعالوا وأفطروا لكن لم يجرؤ أحد من التلاميذ أن يسأله : من أنت؟ فقد كانوا متيقنين من أنه الرب .
13 ثم قام يسوع وأخذ من الخبز وأعطاهم، وكذلك من السمكة .
14 كانت هذه هي المرة الثالثة التي ظهر فيها يسوع لتلاميذه بعد أن قام من الموت .
يسوع يتحدث مع سمعان بطرس
15 وبعدما أكلوا، قال يسوع لسمعان بطرس : قل لي يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟ فقال له بطرس : نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك . فقال له يسوع : ارع خرافي .
16 فقال له يسوع مرة ثانية : يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ فقال له بطرس : نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك . فقال له يسوع : ارع غنمي .
17 ثم قال له مرة ثالثة : يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ فحزن بطرس لأن يسوع سأله : أتحبني؟ مرة ثالثة . فقال بطرس ليسوع : يا رب، أنت تعلم كل شيء، وتعلم أني أحبك . فقال له يسوع : ارع غنمي .
18 أقول الحق لك : عندما كنت أصغر سنا، كنت تلبس ثيابك بنفسك وتذهب إلى حيث تريد، لكن حين تشيخ، فإنك ستمد يدك، وآخرون سيلبسونك ويأخذونك إلى حيث لا تريد .
19 قال هذا مشيرا إلى الميتة التي سيموتها بطرس ويمجد بها الله . ثم قال يسوع لبطرس : اتبعني
20 فالتفت بطرس ورأى التلميذ الذي يحبه يسوع يتبعهما . وهو التلميذ الذي كان قد مال على صدر يسوع أثناء عشاء الفصح وسأله : من الذي سيخونك يا سيد؟
21 فلما رآه بطرس، قال ليسوع : وهذا، ماذا سيحدث له؟
22 فقال يسوع لبطرس : افترض أني أريده أن يبقى حيا إلى أن آتي، فما شأنك؟ اتبعني أنت
23 وهكذا انتشر الخبر بين الإخوة أن ذلك التلميذ لن يموت لكن يسوع لم يقل إنه لن يموت، بل قال : افترض أني أريده أن يبقى حيا إلى أن آتي، فما شأنك؟
خاتمة
24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذه الأمور، وهو الذي دونها . ونحن نعلم أن شهادته صحيحة .
25 وهناك أمور كثيرة فعلها يسوع . فلو دونت كلها بالتفصيل، لا أظن أن العالم كله سيتسع للكتب التي كانت ستكتب

 



이글을 twitter로 보냅니다 이글을 facebook으로 보냅니다
댓글을 불러오는 중입니다.
번호 제목 작성자 날짜 조회 추천
> 이집트 요한복음파일 pastors 21.03.02 272 0-0
  • 1